15الأشرف، وكان زعيماً إسلامياً قلَّ نظيره بل زعيماً فريداً وقائداً فذّاً لا يشقّ له غبار، بسطت له الوسادة بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة على غياب الزعامة السياسية الدينية، وغياب الدولة الإسلامية عن الساحة السياسيّة، فكان في شؤونه الشخصية والدينية والعلمية والسياسية. . نموذجاً رائعاً للقائد الإسلامي الذي لم تغرّه الدنيا بملاذها، ولم تلنه بمطامعها، ولم يبتغ منها نفعاً، ولم يخرج منها بشيء. . .
ظلّ هذا العظيم هكذا كفاءات عالية وهمماً دؤوباً وعطاء خصباً ثرّاً طيلة حياته الممتدة قرابة التسعين عاماً.
كما ظلَّ طيلة عمره المبارك وفيّاً لدينه ومبادئه، يكدح ويكافح بعلمه ومنهجه وجهاده وبمشاريعه وآثاره، التي كان أهمّها تأسيسه للجمهورية الإسلاميّة في إيران.
كانت مواقفه جليلةً، وكانت كلماته وأحاديثه ووصاياه نابعةً من قلب يخفق حبّاً للّٰهوخشيةً منه؛ لهذا كانت مرآةً صادقةً لسلوكه المبارك وسيرته العطرة وإيمانه وتقواه وزهده وإخلاصه.
كان همّه أن تبقى راية الإسلام مرفوعةً خفّاقةً، لا يحجبها شيء أبداً، ولا يمنعها كيد كائد وحقد حاقد. . .
وكان همّه أيضاً أن تعيش الاُمّة الإسلامية همّ الإسلام، وأن تبقى عزيزةً كبيرةً سيّدةً في مواقفها لا تابعة للآخرين ولا ذيلاً لأحد. . وأن تبقى قويةً بوجه أعدائها لا ضعيفةً ذليلةً كما أراد لها أعداؤها والمتخاذلون ممّن ينتسبون إليها.
لقد عرف سيّدنا دينه وعرف قدره وعرف تكليفه وعرف ما حوله. . وأدرك بكلّ وعي ودقّة مسؤوليته إزاء دينه وإزاء اُمّته، فتولّدت مواقفه وآراؤه من خلال ذلك كلّه، وتجلّت مواهبه، وصقلت شخصيته، فكان بحقّ العبد الصالح والعابد الزاهد والعالم المجاهد والرجل الشجاع المتفاني في خدمة دينه واُمّته، فاقتدى به