14وآدابها، ودراسة القرآن والمنطق والفقه والاُصول وباقي العلوم الاُخرىٰ، وواظب على حضور بحوث أساتذة مدينة خمين حتى عام 1919م، فانتقل بعدها إلى مدينة أراك؛ ليواصل دراسته الحوزوية هناك قبل أن يأتي إلى مدينة قم لينضمّ إلى حوزتها عالماً واستاذاً، فساهم مساهمة بارزة في نظم شؤونها، وكان عضواً رئيسياً في الوفد الذي شكّل لإقناع آية اللّٰه السيّد البروجردي بالمجيء إلى مدينة قم واستلامه زعامة حوزتها بعد تفرّق كلمتها واضطراب أمرها ثماني سنوات، إثر وفاة زعيمها ومؤسّسها الشيخ عبد الكريم الحائري.
وظلّ يدعم - رعاية للمصلحة الإسلاميّة - زعامة السيد البروجردي طيلة مرجعيته على الرغم من أنّ هذا الأخير لم يدعم - استجابة لأطراف أخرى - مشروعه الاصلاحي لتنظيم شؤون الحوزة، الذي قدّمه مع ثلّة مخلصة من علماء الحوزة يومذاك.
بقي عالماً فذّاً واستاذاً بارزاً في حوزة قم وفي حوزة النجف الأشرف بعد رحيله إليها، يحضر دروسه ما لا يقل عن ألف شخص حظي بعضهم بمكانة مرموقة في الحياة العلميّة والسياسيّة والجهاديّة، فيما صار بعضهم من المجتهدين والفقهاء والمراجع في وقتنا الحاضر.
وخلاصة الأمر أنّ هذه النشأة المباركة تركت بصماتها عليه، وعلّمته كيف يكون الاعتزاز بالإسلام وبالأصالة، وأن يأخذ بالاُمّة إلى ما فيه خيرها وسؤددها.
حقّاً: «إنّ اللّٰه سيبعث لهذه الاُمّة على رأس كلّ مئة سنة مَن يجدّد لها دينها» .
لقد كان سيّدنا الإمام الخميني رضوان اللّٰه عليه عالماً مجدّداً، ومجاهداً عنيداً، وكان ركناً متيناً من أركان الاُمّة، وكان فقيهاً ومرجعاً كبيراً من مراجع التقليد الكبار، الذين ازدهرت بهم الحوزات العلمية في مدينتي قم المقدّسة والنجف