13البارزة تواكبه في سلوكه، ولم يتخلّف عنها أبداً طيلة عمره المديد.
نشأ سيّدنا في كنف هذه الاُسرة المحافظة، وتربّى على تقاليدها، وتخلّق بأخلاقها التي كان محورها تقوى اللّٰه، وبفضل اللّٰه تعالى ورعاية هذه الاُسرة الكريمة راح سيّدنا - بعد أن أبصر نور الهداية، وتنشق هواءَها العطر، ورشف أوّل قطرة من مائها العذب - يتسلّق شجرة الإيمان ويتفيّأ ظِلالها حتى وثب إلى أعلاها، فكان بحقّ ذلك العبد الصالح الأوّاب، الذي عرف قيمة الإيمان، وتجلّى في قلبه حبّ الرّحمن، فغدا لا يهاب إلّااللّٰه، ولا يخشى إلّاعدله وحسابه وعقابه، ولا يرجو إلّا رحمته وثوابه، فكان من الذين يجاهدون في سبيل اللّٰه ولا يخافون لومة لائم ، وكان من الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار. . . .
عرف سيّدنا رضوان اللّٰه عليه بقوّة القلب وصلابته في الحقّ، فراح يواجه الحياة بكلّ مفاصلها في سرّائها وضرّائها برأي ثاقب وحكمة عالية خاصةً وهو يواجه نظاماً طاغوتياً آزرته كلّ الدول الكبرى بكلّ ما اُوتيت من قوّة.
لقد كانت لمواقفه الجهادية في سبيل اللّٰه تعالى - إضافةً إلىٰ قوّة إيمانه وقوّة شخصيته - جذورٌ قويّة تمتد بعيداً إلى الطبيعة الجهاديّة لأسرته وقوّة إيمانها، ولما كان يحيطه من ظروف سياسية واجتماعية اكتنفت حياته المباركة، فغدت ملامح الجهاد تصقل شخصيته منذ صباه، وراحت تتكامل في جميع أبعاده العلمية والروحية والسياسية جنباً إلى جنب تطوّر ما حوله من أوضاع وتغيّرات سياسية واجتماعية، فخلقت فيه روحاً قيادية عظيمة شكّلت هي مع إسلامية الثورة المباركة عنصرين رئيسيين في نجاح الثورة الإسلامية في ايران وديمومتها. .
هذا عن نشأته وإيمانه، وجهاده، أما عن حياته العلمية التي بدأها في مدينته فقد واصل - بعد أن منَّ اللّٰه تعالى عليه بذكاء حادّ وذهن وقّاد وصبر عجيب - دروسه الحوزوية التي كان شغوفاً بها محبّاً لها، فشرع بدراسة اللغة العربية