156الثورة الاسلامية فريدة بين ثورات العالم في قلّة خسائرها وعظم مكتسباتها. وهذا مالم يتحقق إلّاببركة الاسلام» .
ثم راح يتساءل: «ماذا يقول هؤلاء الموتورون؟ !
كيف يعجز الاسلام اليوم عن إدارة البلدان، وهو قد حكم نصف المعمورة، خلال قرون متطاولة، وأطاح بعروش الكفر والظلم خلال أقل من نصف قرن؟ !
شعبنا اليوم على أتم الاستعداد والنشاط للمساهمة في إدارة البلاد واستتباب النظام فيها. أعداء الاسلام غافلون أو متغافلون عن قدرة الاسلام على هدم قواعد الظلم، وإقامة صرح إدارة البلاد على أسس العدالة.
أعداء الاسلام، بل كثير من أحبائه أيضاً يجهلون قدرة الاسلام الادارية ومبادئه السياسية والاجتماعية. كان الاسلام في الحقيقة مهجوراً أو محجوباً، خلال العصور التي تلت عصور صدر الاسلام. واليوم ينبغي أن تتضافر جهود جميع المسلمين والعلماء والمفكرين والاسلاميين على طريق تعريف الاسلام، كي يسطع وجهه المشرق الوضاء كسطوع الشمس» .
أمريكا. . مصّاصة الدماء
لم تواجه السياسة الأمريكية، في عصرنا الحديث، مقاوماً عنيداً وصلباً كالامام الخميني رضى الله عنه. لقد خلط هذا الشيخ الطاعن في السن كلّ الأوراق على الادارة الأمريكية التي كانت تمنّي نفسها بالأماني، وهي تتحصن بأهم قلاعها في المنطقة، وإذا بأصحاب الأيادي المتوضئة يبرزون اليها من بين الآكام والأكواخ والمعاناة ويلقنونها درساً بليغاً لن تنساه، فيطردونها من تلك القلعة، ويطاردونها في غير موقع.
والامام الراحل لم يترك مناسبة دون أن يشير الى الشيطان الأكبر باعتباره المسؤول الأول عن الكثيرمن المآسي والكوارث التي حلّت بالشعوب، وقد قارع الامام الخميني الهيمنة الأمريكية، منذ وقت مبكر، بل إنه دشن ولوجَه عالم السياسة بمهاجمة السياسة الأمريكية حيال ايران وبقية الشعوب المستضعفة.
وظلّ على موقفه الثائر من أمريكا حتى اللحظة الأخيرة. ولأهمية فضح