155بث الخوف والرعب والحقد والكراهية والعداوة، وزرع بذور الفتنة والشك واليأس في نفوس الجمهور المستهدف، وكذلك تشويه سمعة وصورة الأفراد والجماعات والمجتمعات والشعوب والدول والقادة؛ لخلخلة وحدة الصف، والعمل على تكوين الرأي العام أو جسّه أو تعبئته أو تضليله، حول موضوع ما يلامس حياة الناس اليومية.
وفي العقدين الأخيرين، لم تتعرض جهة ما الى هجمة إشاعات مكثفة ومدروسة كالتي استهدفت الثورة الاسلامية، خاصة من قبل الأوساط الإعلامية والسياسية في الغرب، وبالذات الأمريكية منها. وقد تابع ذلك الهجوم المنظم بدقة البروفسور ادوارد سعيد، في كتابه القيّم «تغطية الاسلام» ، حيث كشف فيه كيف تقوم وسائل الاعلام وصنّاع الرأي العام في أمريكا بعرض الاسلام والثقافة الاسلامية بصورة مشوهة مقصودة.
ولم تَغِبْ أهداف تلك الإشاعات عن وعي الامام الراحل الذي راح يسلّط الضوء المكثّف عليها، ومن ثم فضح مآربها. إذ يقول: «من الاشاعات المثارة بشكل واسع ضد ايران على الظاهر، وضد الاسلام في الواقع، الزعم بأنّ ثورة ايران لا تستطيع إدارة البلاد، وأنّ الحكومة الايرانية توشك على السقوط؛ لافتقادها الاقتصاد السالم، والتعليم الصحيح، والجيش المنسجم، والقوات المسلحة المجهزة! !
وهذه الاشاعات تنشرها جميع وسائل الاعلام الأمريكية ووسائل الاعلام المرتبطة بها، لتثلج صدور أعداء ايران، بل أعداء الاسلام.
هذه الإشاعات موجهة في الواقع ضد الاسلام، وتستهدف التشكيك في قدرة الاسلام على إدارة البلدان في هذا العصر، وعلى المسلمين أن يدرسوا هذه المسائل جيّداً، ويقارنوا الثورات غير الاسلامية بالثورة الاسلامية في ايران.
وبعدأنيعدّد الامام رحمه الله مظاهر الخطل في حسابات أعداء الاسلام، وكيف أنّ الأمة أثبتت ولاءها واستعدادها للبذل والعطاء والتضحية، على كلّ الأصعدة. .
ينتقل ليقول مذكّراً: «وليعلم أعداؤنا أنّ