134ذلك ليندفع - من خلال هذه الشخصية الجديدة - الى اللّٰه، في خط المعرفة والحركة معاً، ليعيش في حياته في شخصية الداعية الى اللّٰه والمجاهد في سبيله.
ومن هذا الموقع كان انفتاحه على الأمة كلها، وعلى المستضعفين. . وهكذا رأينا كيف كانت حياته كلّها خاضعة لعناوين ثلاثة تلخّص كل العناوين الصغيرة في حركته.
وهي: «اللّٰه» ، و «الاسلام» ، و «الأمة في دائرة الاستضعاف» ليقابلها «الشيطان» بأحجامه الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، في عالم الغيب، وفي عالم الحسّ والكفر بكلّ معانيه «الفكرية والعملية، وبكل إفرازاته الواقعية في دائرة الضلال والانحراف والظلم، والطاغوت» بكلّ رموزه الشخصية والاجتماعية والسياسية، على مستوى الفرد والجماعة والدولة.
وهذا هو سر شمولية النظرة العامة للحياة عنده، وشجاعة الموقف في حياته، وصلابة التمرّد في مواقفه، وصفاء الشعور في إحساسه، وامتداد الأهداف في كلّ خطواته، وانفتاح الثورة في مواجهته للواقع على مستوى العالم كلّه.
ف «اللّٰه» هو ربّ العالمين، و «الشيطان» هو العدو الأساسي للانسان كلّه. . و «الاسلام» هو رسالة اللّٰه الى الناس كافة، و «الكفر» هو خط الشيطان الذي يريد أن ينحرف بالحياة كلّها، وبالانسان كلّه عن «اللّٰه» . و «الأمة» تمثل العنوان الذي يشمل المسلمين جميعاً، كما أنّ ارتباط قضاياها بقضايا المستضعفين كلهم جعلها تنفتح على كلّ قضاياهم في العالم كلّه. . والطاغوت الفردي والجماعي والدولي يمثل كل مواقع الطغيان الفكري والعملي في واقع الانسانية كلّه.
وهذا هو الذي يجعلنا نلاحظ تكرر هذه الكلمات في كلّ كلماته، بحيث لا تغيب عن لسانه في كلّ مناسبة من مناسبات الصراع.
من الواضح أنّ الامام الخميني تحرّك ضمن مشروع سياسي نهضوي واسع الأبعاد، ومتعدد الجبهات والجهات، ولقد كان الامام معنيّاً بهموم ومشاكل