77كان معنا رجل من بني جمرة، قال لي: أنا لا أحرم إلا من المكان الذي يحرم منه فلان، فقصدنا وادي محرم، ثم رجعنا إلى السيل واحرمت، وأمرت الجماعة التي معي بالإحرام من السيل، وقد كانت هناك لافتة كتب عليها ميقات قرن المنازل ( السيل الكبير) ، بينما اللآفتة التي في وادي محرم لم يكتب عليها قرن المنازل بل كتب عليها: ميقات وادي محرم، فقط. ولما أن صرنا في مكة ذهب بعض الشباب ولعله للشك الذي راودهم في صحة إحرامهم يسألون العلماء الذين رأوهم يحاضرون في الحرم، أخبرني أحدهم قال: ذهبت وسألت أحدهم فقلت له: ما تقول في ميقات القادم على طريق الطائف من أين يحرم؟ من الهدى أم من السيل قال: يحرم من أيهما ويجزيه فكلاهما محرم، قال: فسألته؟ وأيهما قرن المنازل الذي وقته رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: قال هو السيل.
قال: وذهبت إلى الحلاق الكائن في أسفل المبنى الذي كنا نسكنه، فرأيت الرجل الذي يعمل فيه، وكان من الباكستان، كبير السن يجيد العربية تماما كأنه عربي الأصل، فقلت له: أراك تتكلم العربية بفصاحة فكم مضى لك في مكة؟ قال:
أربعون سنة وأنا أعمل في مكة قال: فسألته عن الميقات، فقال: كان الناس يحرمون من السيل وهو قرن المنازل، حتى فتح طريق كرا الجديد فتركوا الناس سلوك طريق السيل؛ لوعورته وعدم قبول أصحاب السيارات الذهاب عليه.
وأخبرني السائق الذي كان يذهب معنا واسمه حبيب من أهل الطائف مثل هذا، وهو أنّ الطريق القديم هو طريق السيل، ولما فتح طريق الطائف في عهد الملك فيصل سلك الناس طريق الهدي لسهولته وتركوا طريق السيل لأنه غير معبد، ثم وجدت هذا الكلام لبعض الكتاب كالكردي وغيره كما سيمر أثناء البحث.
القائلين بأنّ قرن المنازل هو الهدا:
العياشي في رحلته (30) : ذكر طريقه إلى الطائف على طريق الهدا قال: وسلكنا مع طريق الساقية التي تأتي من الجبل إلى عرفات، ثم إلى المشاعر ثم إلى مكة وهي