78صاعدة مع وادي نعمان، فلم نزل نسايره صاعدين إلى أن قربنا من جبل كرا. . . [ إلى أن قال ] : وسلكنا في شعاب ذات مياه غزيرة ونبت ملتف إلى أن خرجنا على قرن الثعالب الذي هو ميقات أهل نجد.
وقال في رجوعه من الطائف (31) : وخرجنا منه على طريقنا التي مررنا عليه ذهابا، ووصلنا قرن الثعالب الذي هو ميقات أهل نجد.
ولم يذكر أنه قرن المنازل بل قرن الثعالب، ولم يرد في روايات التوقيت اسم قرن الثعالب، وإنما ذكره بعض اللغويين كما ذكرنا وقد بينا فيما سلف خطأه، وهذا يكشف عن أن العياشي الذي هو من أهل المغرب، زار الأماكن المقدسة للحج فكتب رحلته، ولعله لم ير تلك الأماكن إلا مرّة واحدة، فهو لايعرف الأماكن باتقان، فلا يمكن الاعتماد على قوله في مقابل أقوال أهل تلك الديار العارفين بالأماكن، وقد قال المثل: (أهل مكة أدرى بشعابها) .
تحديد قرن المنازل كما ذكره القدماء:
1 -صبح الأعشى (32) : ذكر في طريق مصر إلى مكة قال: قال ابن خربوذ: ثم من مكة إلى بئر ابن المرتفع، ثم إلى قرن المنازل قرية عظيمة، وهي ميقات أهل اليمن للحج منه يحرمون.
ومنه يستفاد أنّ قرناً واقعة بين مكة وبئر ابن المرتفع، وبئر ابن المرتفع ذكرها الفاكهي (33) قال: وبئر ابن المرتفع التي فوق الأنصاب على طريق العراق، وتعرف ببئر ابن المرتفع اليوم لرجل يقال له ابن حوس.
واحتمل دهيش أنها بئر البرود. (34) ، وعلى أي حال فإن بئر ابن المرتفع واقعة في طريق العراق عند الأنصاب، وهذا يناسب كون قرن المنازل هو السيل لا الهدا.
2 -إنّ قرن المنازل واقع عند النخلة اليمانية
معجم البلدان ومراصد الاطلاع (35) : النخلة اليمانية تصب من قرن المنازل