53
إبراهيم مصلّىٰ 1.
فاللّٰه سبحانه - الذي له المولوية المطلقة وله الخلق وحقّ النعمة على جميع الناس - يجعل أداء هذا الواجب أداءً لحقّه، والإعراض عنه كُفراناً للنعم الإلهية وكفراً عملياً بالمنعم، ولا يكون أداؤه تلبية لهذا الحق لحاجةٍ منه تعالى إلى أعمال عباده، بل يعود نفعه إلى الناس أنفسهم. ومثل هذا القانون الذي ينطلق تشريعه للناس من مصالح العباد أنفسهم، ولا يكون للمشرِّع فيه أي غرض أو مصلحة شخصية، لايجد الانسان الطائع في أدائه ثقلاً وحرجاً مهما كانت صعوبته.
ويأتي الاهتمام ببيان الجذور التاريخية العريقة لهذه الشعائر معلماً من معالم المنهج القرآني؛ لإرساء قواعد هذه الفريضة في المجتمع الإسلامي.
إن رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لقواعد البيت يشير إلى أن بيت اللّٰه الحرام قد سبق وضعه للناس عصر إبراهيم الخليل عليه السلام، والاهتمام ببيان دور إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام في تشييد دعائم هذا البيت العتيق وأمره بأن يؤذن في الناس بالحجّ بعد تشييد دعائمه.
واستمرار الناس في إقامة شعائره كرمز من رموز الحنيفية. .
لَدليل على أهمية بيان الجذور التاريخية لهذه الفريضة المباركة، ومدى تأثير ذلك في إرساء قواعد الحركة التصحيحية والتكاملية، التي خطاها القرآن الكريم باتجاه تعميق هذا التيار في المجتمع الإسلامي الفتيّ.
أهل البيت عليهم السلام على خُطى القرآن الكريم
لم يتخطّ أهل البيت عليهم السلام هدى القرآن الكريم في سيرتهم وسنّتهم، التي هي تجسيد وامتداد لسنّة الرسول العظيم.
إنّ ما تضمّنته مصادر السيرة والتاريخ فيما يخصّ تعامل أهل بيت الوحي مع الحج في مجال العمل والتطبيق، لا يقلّ روعةً وعظمةً عمّا تضمّنته كتب الحديث من نصوصهم