36قُريش منها علىٰ ثمانية عشر ذراعاً، ونقصوا مِن عرضها أذرعاً أدخلوها في الحِجر» .
أخرجها الأزرقي في تاريخه قال: «وهو مناقضٌ لما ذكره في بناء ابن الزبير أنّه زاد على قريش بتسعة أذرع، كما زادت قريش على بناء الخليل بتسع، وهذا هو المشهور في التواريخ» .
قال: ولم يصح ان احداً بناها بعد الخليل، ولو صح فلم يصح أنّه جَعَل طولها سبعة وعشرين ذراعاً، وما تقدّم مِن بناء العمالقة وجُرهم وقصي بعد الخليل فإنّما هو مجرد خبر، وهو إن صحَّ فلم يذكر الأزرقي ولا غيره قدر ارتفاع بنائهم.
نعم، نقل الفاسي عن الزبير بن بكّار أنّ قصيّاً بنى الكعبة بناءً محكماً علىٰ خمس وعشرين ذراعاً، وهو مع مخالفته لما ذكره المشهور في بنائها، لا يصح به هذه الرواية المتَّضمنّة لبنائها علىٰ سبعة وعشرين ذراعاً، فما ذكره الأزرقي مجرد روايةٍ لا تعضد بشيء، فلا تعويل عليها» نقل باختصار.
تنبيه: اختلِف في سن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حين بنت قريشٌ الكعبة.
فقيل: كان ابن خمس وثلاثين سنة، وهو أشهر الأقوال.
وروى مجاهد: أن ذلك قبل المبعث خمسة عشر عاماً.
والذي جزم به ابن اسحاق أنّه كان قبل المبعث بخمس سنين، اللّٰه اعلم. 1قال ابن ظهيرة: اختلف في سنه صلى الله عليه و آله إذ ذاك، فقيل إنّه خمس وثلاثون سنة، وهو الأظهر، وقيل خمس وعشرون وهو مشهور» .
وعن الفاكهيّ «قد ناهز الحُلُم.
وفي تاريخ الأزرقي ما يؤيده، 2وهو بعيدٌ جداً.
التاسع: بناء عبداللّٰه بن الزبير في زمن الإسلام.
وسيأتي في تفصيل ذكره وما وقع له في الباب الثالث.
العاشر: بناء الحجاج بن يوسف الثقفي بعد بناء عبداللّٰه بن الزبير.
وسيأتي بيانه عقب ذكرنا بناء ابن الزبير، وبناء الحجّاج، وهو جهة الميزاب