37والحِجر (بسكون الجيم) وتعلية جوف الكعبة، ورفع الباب الشريف في لصق الملتزم، وسد الباب الغربي، الذي يلصق المستجار لا غير، وما عدا ذلك في الجهات الثلاث، وهو وجه الكعبة الشريفة، وجهة ظهرها، وما بين الركن اليماني والحِجر، فهو بناء عبداللّٰه بن الزبير باق إلى الآن كما سنذكره في زيادة ابن الزبير في المسجد الحرام، وهدم الكعبة وبنائها علىٰ قواعد ابراهيم عليه السلام. انتهى.
ثمّ إنّ القطب ذكر في الباب الموعود به: «أنّ عبداللّٰه بن الزبير كان ممن امتنع مِن بيعة يزيد بن معاوية وفرَّ إلىٰ مكة، وأطاعه أهلُ الحجاز واليمن والعراق وأنّ يزيد أرسل عليه عسكراً جهّزه، وعليهم حُصين بن نُمير فالتجأ ابن الزّبير إلى المسجد الحرام، فنصب عليه الحُصين المجانيق وأصاب بعض حجارته الكعبة الشريفة، فانهدم بعض جدرانها، ثم احترق بعض اخشابها وكسوتها، وانهزم الحُصين بعسكره لهلاك يزيد وبلوغه خبر نعيه، فرأى عبداللّٰه بن الزبير ان يهدم الكعبة ويحكم بناءها ويبنيها علىٰ قواعد ابراهيم عليه السلام، لِما سمع مِن حديث عائشة أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال لها: «يا عائشة لولا أنّ قومك حديثو عهدٍ بشرك لهدمت الكعبة وألصقتها بالأرض، وجعلت لها باباً شرقاً وباباً غرباً، وزدت فيها ستة اذرع من الحجر، فانَّ قريشاً استقصرتها حين بنت الكعبة، فإن بدا لقومك بعدي ان يبنوه فهلمّي لأريك ما تركوه، فأراها قريباً مِن سبعة أذرع» .
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو رواية عن مسلم، عن عطاء. 1قال: قال ابن الزبير: إنّي سمعت عائشة تقول: إنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال: «لولا أنّ قومك حديث عهدٍ بكفر، وليس عندي ما يقوى علىٰ بنائه، لكنت أدخلتُ فيه مِنَ الحِجر خمسة اذرع» انتهى.
فاستشار عبدُاللّٰه بن الزبير من بقي من الصحابة، فكان فيهم مَن أبىٰ، ومنهم مَن وافقه، فصمّم علىٰ ذلك، وأقدم عليه وهَدّم الكعبة.