257الكنيسة ونشر الديانة المسيحية بين القابعين في الظلام» .
وبدأت بريطانيا تتطور في هذا المضمار، كما بدأت تطوّر من أساليبها أيضاً، خصوصاً بعد أن برز عدد من المستشرقين فيها على جانب كبير من الأهميّة. . . ولعلّ أهم حادثة جرت في القرن الثامن عشر، بالنسبة إلى الاستشراق، هي تأسيس «الجمعية الآسيوية في البنغال» سنة 1784، على يد السير وليم جونز.
في هذا الإطار، أنّ عدداً من مستشرقي هذا العصر كانوا ممّن عملوا في السلك الدبلوماسي، أو ممّن انخرطوا في سلك الجندية، وعملوا في خدمة التاج البريطاني كضباط، أو كانوا أبناء ضباط، أو موظفين في وزارة المستعمرات البريطانية.
وفي أوائل القرن التاسع عشر شرعت جامعة كمبردج، تحت قيادة «ادوارد غرنول براون» ، في تنظيم دروس للموظفين الملحقين في السلك القنصلي في المشرق، والذين سيتولون أعمال الترجمة، وهكذا كان ينظر إلى تعلّم لغات الشعوب الإسلامية في كمبردج من ناحية تطبيقية، وليس فقط من الناحية الأكاديمية، كما كانت الحال في سائر الجامعات البريطانية (8) .
والسؤال المطروح هو: أين موقع بيركهارت من كل هذا؟
في خدمة الامبراطورية العظمى
ثمّة تجربة مريرة عاشتها عائلة بيركهارت، تركت آثارها العميقة على توجهاته، تلك هي أنّ عائلته أُجبرت على الفرار من موطنها سويسرا، بعد الاحتلال الفرنسي، واستقرت في ألمانيا، حيث أكمل بيركهارت دراساته، قبل انتقاله إلى بريطانيا.
ولكن. . . لماذا انتقل بيركهارت إلى بريطانيا؟
وهل هناك علاقة بين هذا الانتقال وحالة العداء الذي يضمره لفرنسا التي احتلت دياره، وسبّبت مأساة التشريد لعائلته؟ !
وهل لعب والده، الذي كان