239والمهاجرون إليها، كلما تعددت الأغراض وتوسعت المهام واحتاج الوضع إلىٰ نظام إداري أفضل، وخاصة بعد أن أصبحت مكة وأسواقها المركز التجاري الأول في العالم؛ للاختلال الذي وقع في النقل البحري بسبب الصراع القائم بين الدول العظمىٰ والروم والفرس والأحباش، فأصبح الممر التجاري البري أكثر أماناً، فاندفعت آلاف الإبل تنقل البضائع وتحط الرجال في مكة المحطة العالمية الأمينة، خاصة بعد انهدام الممالك العربية في أطراف الجزيرة ودخول الأحباش لها.
عند ذلك عمد قصي إلى أن يؤسس نظاماً إدارياً أشبه ما يكون بالنظام الجمهوري، فكان هذا النظام قائماً علىٰ أساس تقسيم المهام وتوزيعها علىٰ مجموعة أفراد. والمهام هي:
1 - السدانة: وهي الحجابة، وباستطاعة المتولي فتح الباب وغلقها لأن المفتاح بيده.
2 - دار الندوة: ويمكن أن نعبر عنها مجلس الشورىٰ والقضاء.
3 - اللواء: وهو الراية فكان لقريش راية اسمها العقاب، وكانوا إذا أرادوا الحرب أخرجوها. فإذا اجتمع رايهم علىٰ واحد سلموه إياها، وإلّا فإنهم يسلمونها إلىٰ صاحبها.
4 - السقاية: وهي عبارة عن حياض من أدم (جلود كانت علىٰ عهد قصي توضع في فناء الكعبة، ويسقىٰ فيها الماء العذب من الأبار على الإبل ويسقاه الحجاج) .
5 - الرفادة: خرج من المال كانت قريش تخرجه من أموالها في كلّ موسم فتدفعه إلىٰ قصي يصنع به طعاماً للحجاج يأكله من لم يكن معه سعة ولا زاد.
6 - القيادة: هي إمارة الركب وتقودهم إلى القتال في الحرب ويتزعمهم في قيادته وفي الخروج للتجارة.
وتفرعت من هذه المناصب مناصب أخرىٰ أهمها (الاشناق) وهي تنظر في