218تشرّفنا بالزيارة. علىٰ أيّة حال، الآن أنا تحت رحمة طابق علوي في جدّة. . .
نحن بانتظار الوابور كلّ يوم. لقد توقّف العمل في وابور الحاج موسىٰ بسبب عدم رغبة الحجيج إليه، فكانت الأجرة في بداية الأمر ثلاثين ريالاً وأربعين ريالاً للشخص الواحد، والآن وصلت الاجرة إلىٰ خمسة عشر ريالاً واثني عشر ريالاً كذلك. ولأن الحجّاج تأخروا في جدة طويلاً، لم ينتبهوا إلى الثالث عشر من صفر، حيث تحرّك في يوم الخميس الثاني عشر من صفر (830) شخصاً من الحجيج علىٰ وابور الحاج موسىٰ. حفظ اللّٰه الجميع.
نحن الآن ما نزال مقيمين في جدّة، حتىٰ نرىٰ ما يكون من التقدير المقدَّر، والحصول علىٰ إذنٍ من أم البشر للرحيل. ومن فرط النسيان لحدَّ اليوم وهو الثاني عشر من شهر صفر، لم اتشرّف بزيارة جدّتنا (حواء) ، والآن وبعد التحقُّق في الأمر، ذُكِرَ أنّها قريبة من المنزل، فلم نجد بُدّاً من الذّهاب مشياً. وبينما كنّا نمرّ خلال الزّقاق، لَمحنا ساحة دارٍ ودهليز فَخْمَين كانا قد وُضِعَ فيهما كراسيّ ومقاعِد كثيرة، وقد وقف شيخٌ علىٰ باب الدار. فتقدّمنا وتفرّجنا ثم أردنا العبور. فأفهمنا الشيخ بالعربية أنَّ هناك أشخاصاً في الداخل. ومتىٰ أردتم التفرّج على الطابق العلوي، فذلك ممكن. وكانت معنا زوجة عبدالحسين خان قائد اللّواء، واُخت سهام الدولة، ودخلنا إلى الطابق العلوي. كان الطابق العلوي قد دخل بعضه في بعض.
وقد وضعوا المقاعِد هناك. كانت سيدة البيت وهي صاحبة البيت قد ذهبت في زيارة خارج الدار. كانت هناك ابنتان صغيرتان وبعض الإماء الحبشيات الحسناوات. قال الشيخ باللغة العربية: تفرّجوا علىٰ كلّ مكان جيداً. كانت بنايةً فاخرة. كان فيها حمّام جميل من المرمر. وقد بَنَوا قبّة كذلك كما هو متعارف لدينا.
كانوا قد نصبوا زجاجاً. وهناك حنفيّة ماء بارد واُخرىٰ للماء الحار آيتان من الخارج. كان الحمّام فاخراً جدّاً. سألتُ الشيخ: أين مولاك؟ أجاب: في السوق.
خرجتُ من هناك والمسافة طويلة حتىٰ بيت الجدّة. والهواء حارّ كذلك. علىٰ