217إن شاء اللّٰه ووصوله. ما أجمل أن يعرف الانسان عاقبة الأمور! فبدل التأخير الذي تحمّلناه في جدة، ألَم يكن من الأجدر أن نقضيه في المدينة المنورة، التي هي في الحقيقة جَنّة عامرة تجدّد الحياة والروح في الإنسان؟ ! روحي فداك يا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: أناشِد اللّٰه بحقّ ذلك العظيم أن يرزقنا التشرّف ثانية بزيارة ذلك الضريح المبارك الشريف.
عندما تحرّكنا من مكة المعظّمة باتّجاه المدنية الطيّبة، سلكنا طريق (فرع) .
وأمّا أسماء المنازل المذكورة هي: وادي فاطمة، عسفان، قطيمة، رابغ، بئر رضوان، أبو عاع، ريان، قصير، بئر ماشي، المدينة الطيبة. وأمّا الرجوع فكان عن طريق (السلطاني) ، وذلك بحسب هوى الجمّالين والشّريف عديمي الإنسانية.
إنَّ الميزة التي كانت في طريق (السلطاني) هي المرتفعات والمنخفضات التي فيه، إلّا أنّه من حيث الماء والجمال لا مقايسة بينه وبين طريق (فرع) على الإطلاق.
والمنازل التي مرّت بنا عند الرجوع من المدينة إلىٰ جدّة عن طريق (السلطاني) هي: قبّة الرود، عار، بئر حسان، بئر الشيخ، مستورة، رابغ، قطيمة، خيط، جدّة.
إنَّ مدينة جدّة مدينة كبيرة؛ وهي أكبر من المدينة الطيّبة. وقد وُضِعَتْ سَبعة مدافِعَ متجهّة نحو البحر وقريباً منه. كان هناك كلّ أنواع المأكولات في المدينة الطيّبة، في حين لا توجد هنا إلّابعض الأشياء مثل النباتات الخُضريّة والنارنج.
وأمّا البرتقال والليمون فيوجدان بكمية ضئيلة في السوق. وبالنسبة إلى الخيار الأخضر فهو علىٰ عدد الأصابع. واِن كان لا ينفع الندم ولا الحسرة، إلّاأنَّ التأخير هنا لو كان في المدينة لكانت تلك نعمة جزيلة. ما أسوأَ أن نتوقّف قرب منزل واحد عن مكة المعظمة ولا يكون بالإمكان التشرّف بها. . . !
إنَّ ما يحزّ في نفسي هو أن أكون في منزل قرب مكة المعظمة ولا نُسْعَدُ بالتشرّف بزيارة الحبيب مرة اُخرىٰ. لَمْ يبدِ المرافقون أيّ هِمّة أو جدارة وإلّا كنّا