214الطريق قائلين نُريد أن نفرّغ الحمولة. أرادوا أن يمنعوا ذلك. وبدأوا يخادعون مدّعين أنّهم ضلّوا الطريق. علىٰ أي حال فأيّ شخص له ذرّة من العقل والإحساس لن يُسلَّم نفسه بيد جمّالين سود مجانين كهؤلاء. الحقّ أنَّ الكُتب التي ألّفها الناس حول ذَمّ وإهانة طريق الجبل هذا، التي تخيف كلّ من يقرأها لا تخلو من الصّحة والحقيقة.
وفي أثناء الطريق اِنْتُزِع الهِميان الذي كان تحت صاحبه في الهودج بعد قطعه. كان صاحبه المسكين يحِسُّ بأنَّ الهودج مائل، إلّاأنّه اعتقد أنَّ الجمّال يحاولُ شدَّه وتسويته. ثم عُلِمَ أن طرفاً من الكيس كان قد سُرِق. والعجب من أنَّ الدولة تعلم عِلْمَ اليقين كلَّ ما يجري من مَذلَّة للحجّاج. وإذا ما تَمَّ تقديم شكوىٰ أو احتجاج نتيجة ذلك، لا وجود للعدل هناك. الواقع أنَّ مجموعة من الحجّاج ظَلّوا أسيري هؤلاء الغلمان السّود وتحت رحمتهم. كلّما واجَهَ الحجيج مشكلة في طريق «جبل» ، كانَ يوجد على الأقل شخص ما، يمكن سؤاله والحصول على الجواب منه.
علىٰ أي حال، بعد مضيّ عشر ساعات من ليلة الخميس، السابع والعشرين من الشهر، وصلنا منزل (قطيمة) ، وتوقفنا نهاراً، ولثلاث ساعات بقين للغروب من يوم الخميس، السابع والعشرين، تحرّكنا من المنزل المذكور، وفي الساعة السادسة من اللّيل، أوقف الجمّالون الحجيجَ خلال الطريق قائلين: لقد ضلَلْنا الطريقَ. وبعد أن أبدوا قليلاً من الخداع تابعوا السّير، ولمّا ساروا مقداراً من الطريق، تجمّعوا كذلك وعلا صوت الصياح والضوضاء. قال أحدهم: هوذا بحر! وصاح الآخر: إنّه مُستنقَع! وبعد مدّة من التّأخير، عُلِمَ أنّه هو قليل من ماء المطر.
كان أحد المسؤولين عن المشاعل قد تأخر في إيصال المشعل. لقد مُزِّق الهميان من تحتنا كما يظهر، وقد سُرِقَ ما كان في الهيمان. كان قد بقي فرسخٌ واحدٌ حتىٰ منزل (خيط) عندما اُوقِفَ الحجيج قائلين لقد ضَللنا الطريق، يجب أن نتوقّف هنا. كلّ