213الصباح أن يتحرّكوا لساعتين بقيتا للغروب؛ لكي يصلوا إلى المنزل الآخر وقت صلاة الصبح، علىٰ أساس أنّه لو حدث نقصٌ في الأحمال أثناء اللّيل فإنَّ الجمّال سيتحمّل المسؤولية، هذا في الوقت الذي كان قد سُرِق كيس ابن الحاج عبدالهادي من علىٰ دابّته، ولم يُعَوّضه أحد عن ذلك.
الماء في (مستورة) مُرٌّ إضافة إلىٰ كونه مالحاً، وقد كان طعم العشاء مُرّاً، فلم يكن هنالك بُدٌّ من ذلك إذ قلتُ لهم: بأن يتناولوا الغداء ويصلّوا صلاة الظهر والعصر وأن يركبوا بعدها.
أربع ساعات بقينَ للغروب، في يوم الاثنين، الرابع والعشرين من محرّم الحرام، ركبنا من منزل (مستورة) وسرنا نحو منزل (رابغ) . صحراء هذا اليوم عبارة عن أرض منبسطة كذلك، وكلُّ تحرّكنا من المدينة إلى الآن هو باتّجاه القبلة.
في النهار مع كون السّماء غائمة، إلّاأنّه مضت بضعة أيام من الجدي. مُقدّم الهَوْدج مائل إلى الأرض. مع أننا لم نرتدِ إلّاواحداً، فالعرق يجري من جسمنا.
عند وقت صلاة المغرب نزل الحجيج يقيمون الصلاة، ثم ركبوا، وبعد مضيّ ثماني ساعات من ليلة الثلاثاء، الخامس والعشرين من الشهر، وصلنا الأرض النَّخالة في (رابغ) . بسبب وجود المياه أمامنا تعطّل الحجّاج. فتح الجمّالون السود البُلَهاء قيود جِمالنا وتركوها ترعىٰ حوالى ساعتين ونصف في الصحراء. لقد ذهبوا في جميع الجهات إلّاأنهم لم يجدوا طريقاً سالكة. وبعد مشقة وعناء اجتزنا الحاجز المائي وحتىٰ تمكّنوا من إيجاد الطريق ونصب الخيام، صار وقت صلاة الصّبح. أقمنا الصلاة وشربنا الشّاي.
في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر محرم، بقينا في (رابغ) ليلة الأربعاء السادس والعشرين، ووقت طلوع الشمس، وفي يوم الأربعاء، السادس والعشرين، ركبنا من المنزل المذكور. ولساعتين بقيتا للغروب نزلنا لأداء الفريضة، وبعد أداء الصلاة، نزلنا. وبعد مضيّ ساعتين من اللّيل، سدَّ الجمّالون