196يوم الأربعاء وصلنا إلىٰ مكان كانت فيه عدّة آبار، إلّاأنَّ ماءها كان مالحاً.
وهنا أيضاً ذُكِرَ أنّه لا مجال للحصول على الماء حتىٰ منازل ثلاثة قادمة، فملئتِ القدور ماءً، ويوم الخميس والجمعة وليلة السبت لم يكن هناك ماء. ولأنَّ الجمالين لم يكونوا وصلوا بعد، ضُرِبَ الطبلُ في أول تلك الليلة وتحركنا. بعض المشاة كان يبدو عليهم أنهم علىٰ وشك أن تُقْبَضَ أرواحهم. وفي ذلك المنزل أيضاً بدا أحدهم وهو من أهل شميران مريضاً فتوفي، وبعد مشقة كبيرة حصلنا علىٰ قِربة من الماء، ودُفع تومان واحد وعشرا التومان كمقدمة لتغسيله، ثمّ دُفِنَ المسكين في تلك الصحراء بشكل من الأشكال.
ركبنا وسرنا ساعة أو اثنتين حيث جاء كل جَمّال حاملاً الماء لرئيس القافلة.
وكانت في هذه الليلة نوبة واحدة لأخذ الماء بشكل لا يمكن أن يذكر بالكتابة.
وبحمد اللّٰه تعالىٰ فقد وصل الماء واستقرت أرواحنا. العجب من هذه الجمال التي ليس لها ماء ولا عَلَف، وتسير النهار بطوله هُنا!
ثلاث ساعات بقينَ للغروب، وصلنا إلىٰ بئر الماء التي قالوا عنها: إنها تحوي ماءً حُلواً. في الصحراء الأحجار والصخور تحت الرمال، فإذا أردوا أن يغرسوا مسامير حديدية فيها من أجل ربط أطناب الخيام تحطّمت تلك المسامير. فكان لابد من ربط سرادق الخيام بالحجارة. كلما أزيل الرّمل تكشّفت الحجارة من تحتها. ويقولون: إنَّ في هذه الصحراء مئة وثمانين بئراً، وإنّها من عمل الغيلان! ويبدو أنّ الأمر هو كما يُقال، ذلك أنّه ليس بمقدور البشر أن يحفر في الصخر. ويبدو كذلك أنّ هذه الصحراء مخلوقة من الصّخر. علىٰ أيّة حال سحبوا بعض الماء، والماء هنا حلوٌ، إلّاأنَّ لونه أصفر كالزّعفران؛ وذلك من كثرة أوساخ الجمال وسقوطها فيه.
بعد مضيّ ساعتين من اللّيل أعلن نقيب القافلة أنّه لا وجود للماء في المنزلين القادمين. وعند السحر ركبنا وكانوا يسيرون فيها أظنّ أربع عشرة ساعة أو خمس