197عشرة ساعة في اليوم.
نحو جَبَل:
يوم الثاني من ذي القعدة الحرام، خرجنا من كربلاء، ويوم الجمعة السادس عشر وصلنا جَبَل. وفي هذه الأيام لم يُشاهد سوىٰ تُراب الأرض والسّماء. قبل وصولنا إلى الجبل بيوم واحد كانت هناك قلعة، وكانت هناك مزرعة للذرة.
ولأجل تناول الطعام، توقفنا هناك ساعة أو اثنتين وشربنا فنجاناً من الشّاي، وبعد أن تزودنا بالماء ركبنا. ولساعة بقيت للغروب نزلنا؛ ولأنّ هذه المنازل ليس لها اسم مُعيّن، لم يذكر هنا.
الجمعة السادس عشر، لخمس ساعات بقين للغروب وصلنا «جَبَل» لنقضي فيه ليلة السبت السابع عشر ويوم السبت السابع عشر، جاء (الامير محمد خان) ملك «جَبَل» إلى الحجيج وزار مكانهم، وقد كان أنيقاً جدّاً في هيئته، وقد شَدَّ لفرسه لجاماً من الذّهب، ولبس هو قباءً غُجراتيّاً مُذَهَّباً. وأمّا غِلمانه فكانوا مُزينين تماماً ببنادق ذات محاجل فضيّة، وجلسوا خارج الخيمة. وبعد أداء التشريفات جلس هو وسط الخيمة، فيما جلس جميع رجاله في الخارج. وكعادة الأعاجم حيث يجب على الخادم أن لا يجلس قرب المخدوم، ولم تكن هنا من تلك التشريفات والمراسيم. وكانت لديه خمسة مدافع. وفي كلّ ليلة يطبخون عِدّة جمال في معمله لإطعام رجاله وعُمّاله.
ليلة الأحد، الثامن عشر وليلة الاثنين التاسع عشر، وبعد مضيّ ساعتين على النّهار، ركبنا، فسِرنا حتىٰ ساعة بقيت للغروب، ومن كربلاء وحتىٰ جَبَل لم يلُح لنظرنا جَبَلٌ على الإطلاق، ما عدا أرض مستوية وتراب ناعم لا غير. كانت ثلاثة من المنازل التي مررنا بها عبارة عن أرض رملية، ورمالها كانت حمراء، ويُعرف هذا النّوع من الرمل برمل الصياغة حيث يُنَظَّف به الذهب والفضة. كانت منطقة جَبَل التي تكاد تكون كلّها أرضاً جبلية، تحيط كالسور بهذه الصحراء