195
إلهي آمنّي حتىٰ أرىٰ ثانيةً وجه الأحبة وعيون المحبّين.
وبعد كتابة الرسائل أعطيت الظروف إلى الساعي، ثم نمتُ بعض الوقت، وبعدها سمعتُ صوت الطّبل.
الحقّ أنّ روحي تكاد تخرج من جسدي اليوم. فقمتُ وتوضأتُ وأدّيت فريضة الصبح. فقيل: بسم اللّٰه، اركبوا. فجاء من كربلاء واحدٌ أو اثنان من المودّعين. إنَّ التحرّك اليوم أشدّ وطأة من تحركنا من طهران. وبعد قولنا بسم اللّٰه، استودعنا الجميع بحفظ اللّٰه! وتحركنا من الحضيرة من هناك ولساعتين بقيتا للغروب نزلنا، وكان الهواء حارّاً والسير غير طبيعي. عسى اللّٰه أن يتفضّل علينا بالفرحة والسلامة في مسيرنا خلال هذا السّفر الطويل.
يوم السبت، الثالث من شهر ذي القعدة الحرام، كان المنزل في «خان شور» .
فقضينا الليلة هناك، وعند السَّحر دَقَّ الطّبل، وبعد أداء صلاة يوم الأحد الرابع، من الشهر نفسه، ركبنا وتابعنا المسير. وفي أثناء الطريق كانت هناك قلعة وعين ماء تُعرف ب (عين سعيد) . فغرس أمير الحاج عبد الرحمن هناك لواءً لأجل أخذ الماء، ويبدو أنّه لا يمكن الحصول على الماء حتى اليوم التالي. فأقمنا في الخيام، وقد استعذت باللّٰه واستعنت به على صعوبات الطريق وشدة حرّ النهار، ورجوتُ أن لا أمرض.
ليلة الاثنين، الخامس من ذي القعدة الحرام، عند مُنتصف الليل ركبنا، ولساعتين بقيتا للغروب ترجلنا في صحراء لا يرىٰ فيها إلّاالرمال. وبقينا في هذه الصحراء إلىٰ وقت السّحر، ولساعتين بقيتا لانبلاج الصبح تحرّكنا، يوم الثلاثاء، السادس من هذا الشهر الغروب تقريباً، ولمّا وصلنا إلى المنزل ، توقّفنا فيه قليلاً من اللّيل، ثم تحركنا لساعتين بقيتا للأذان. ماذا أقول وكيف أصوّر قلة الماء وحرارة الجوّ؟ ! أسألُ اللّٰه أن لا يتعرض المسلم للهلاك في هذه الصحراء القاحلة، التي لا ماء فيها ولا زرع.