188وانتصرت علىٰ أعدائها زالت عادة دفن الموتىٰ في السراديب، وأضحت الدياميس أماكن معظمة «يحجُّ» اليها الناس 1.
والظاهر أنّ هذه الدياميس بقيت محجة لمئات السنين حتىٰ حلَّ القرن التاسع الميلادي، سدّت السراديب ونسيها الناس، ولم تُكشف إلّا بطريق المصادفة عام (1578) ميلادية 2.
وكذلك عادة تقديس بعض الجبال وبعض الأشجار، فقد انقرضت بظهور عادة الحج إلىٰ رومة وفاطيما ولورد والقدس وغيرها من المقدسات الحديثة. . .
تلخيص واستنتاج
والحج المسيحي هو الآخر ليس حجاً إلهياً صحيحاً، وذلك بسبب من أصل العقيدة التي اختاروها أو صنعوها ومزجوا بها بين اللّٰه والانسان، فديانتهم التي اختارتها عقولهم رأت أن المسيح عليه السلام هو الإله (الابن) المكمل للإله الحقيقي، فالمسيحية هي ديانة ذات إلٰهين وليس إلهاً واحداً، وأن ديناً له أكثر من إله واحد ليس ديناً توحيدياً. . .
وكما ذكرنا في المقدمة ما قالته (بربارة براون) الكاتبة الأمريكية التي أسلمت عن قناعة راسخة بعد أن رأت أن المعتقدات المسيحية كلّها تدور حول الإله الابن (عيسىٰ عليه السلام) وقالت: «إنّ المسيحية هي ديانة ذات إلٰهين وليس إلهاً واحداً» 3، والأعياد والصلاة و. . . و. . . كلّها موجهة إلىٰ عيسى المسيح. . .
وكذلك الحج عندهم ليس عبادة خالصة موجهة إلى الواحد الأحد - كما عند المسلمين - بل هي مرتبطة إما بشخص عيسىٰ عليه السلام أو مكان ذكرياته كمسقط رأسه أو العود الذي صُلب عليه، أو المكان المرتبط بالسيدة العذراء مريم عليها السلام إذا تجلت لهم في خيال أو تصور أو منام أحدهم أو للمغالين منهم. . .
ومن هنا تبين الانحراف والابتعاد عن الحج الحقيقي، الذي