189وضع اللّٰه الواحد الأحد هدفه الأسمىٰ والأول والآخر، وغير ذلك لا يمكن أن نعتبره حجاً بأي حال من الأحوال مهما كان صاحبه مخلصاً، ومهما عمل من الأعمال والمناسك الدينية. . .
فالحج عند النصارىٰ إذن ليس مرتبطاً بالإله الحقيقي بالمرة، وإنما مرتبط بالإنسان الذي خلقه اللّٰه تعالىٰ للبشر؛ ليُبشر ويُنذر وليبين الحق من الباطل. . . والنبي عيسىٰ عليه السلام ما هو إلّا بشرٌ مثلنا يُشاركنا ونشاركه بالإنسانية، اصطفاه اللّٰه تعالىٰ ليكون رسولاً نبياً. وأمه أيضاً لا يمكن أن تُعبد أو أن تكون في مقام أُم الإله اليسوع - كما يدّعون -، فهي امرأة انسانة، لكنها وصلت مرحلة الأولياء الصالحين نتيجة علاقتها باللّٰه وعبوديتها الحقّة له، ممّا جعلها سيدة نساء زمانها، وأمّ نبي اللّٰه.
وأمّا النصارىٰ فقد أشركوا باللّٰه تعالىٰ، حين جعلوا لعيسىٰ عليه السلام واُمّه عليها السلام مقام الإلوهية. . .
الهوامش: