231
المشار إليها في قوله تعالى:
وإذ يرفع إبراهيم القواعدَ من البيت وإسماعيل
كما أن الدعاء هو السمة البارزة في حركة خليل الرحمن وهو يؤدي وظيفة السماء:
ربّنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربّنا واجعلنا مسلِمَيِن لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك.
فهلّا تفضّل سماحتكم مشكوراً بإلقاء الضوء علىٰ تلك العلاقة وهذه السمة وثمارها؟
القرآن ينص هنا أن دعاء إبراهيم وإسماعيل في ذلك الوقت كانا يطلبان من اللّٰه تعالى ذرية مسلمةً، وهذه الذرية المسلمة، القرآن ينصّ على أنها كإسلام إبراهيم وإسماعيل، ولا شك في أن إسلام إبراهيم وإسماعيل الإسلام اللغوي وليس الإسلام الاصطلاحي، يعني الانقياد التام، الانقياد الخالص للّٰه تعالى - فإذن إبراهيم وإسماعيل يطلبان من اللّٰه تعالى أن يرزقهم ذرية مسلمة كإسلامهما، تمثل الامتداد الحقيقي ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ثم بعد ذلك يقول: ربّنا وابعث فيهم رسولاً منهم يعني في هذه الأمة المسلمة أن تبعث فيها رسولاً منها، أي مسلماً يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم هنا القرآن الكريم في هذه الآية يلفت نظرنا إلى قضية مهمة جدّاً، فحينما يتحدث عن الأميين يقدم التزكية على التعليم، هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فهذا التقديم والتأخير ليس اعتباطاً؛ لأن الأمة المسلمة من ذرية إبراهيم هي أمة مسلمة كإسلام إبراهيم وإسماعيل فهي لا تحتاج الى تطهير، فهي مطهرة، فيبعث فيها من أحد أفرادها رسولاً منها بعثة خاصة، وبالتالي هؤلاء يحتاجون فقط إلى التعليم يعلمهم الكتاب والحكمة فإذا استوعبوه استيعاباً خاصاً أظهر عظيم فضلهم، (يزكيهم) يعني يظهر عظيم فضلهم يثني عليهم، يمدحهم؛ لأن الزكاة في اللغة تأتي بمعنى المدح، وتأتي بمعنى التطهير.
أما أهل مكة هناك، باعتبارهم مشركين فهم يحتاجون الى التطهير أولاً، يزكيهم، يعني يطهرهم، ثم بعد