232ذلك إذا أعلنوا إسلامهم وطهارتهم العامة من الشرك صاروا مؤهلين إلى أن يتعلموا الكتاب والحكمة.
فهنا في الحقيقة يشير النصّ إلىٰ أهل البيت عليهم السلام إلى البقية من عترة إبراهيم، أن اللّٰه سبحانه وتعالى وعد إبراهيم وأجابه بأن سيرزقه ذرية مسلمة على طول الخط، من زمن إسماعيل الى بعثة النبي صلى الله عليه و آله وهذه عقيدتنا بالحقيقة، أن أباء النبي مسلمون موحدون وأن النبي صلى الله عليه و آله في مكة في الحقيقة بعث من هذه الأسرة المسلمة من عترة إبراهيم، من ذرية إبراهيم، التي بقيت الى آخر الزمان، بُعث منها، ولذلك ورد في روايات السيرة أن النبي صلى الله عليه و آله كان يقول:
«يا بني هاشم إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة» . يشير في الحقيقة إلى هذا المعنى، ويشير أيضاً الإمام الصادق عليه السلام إلىٰ ما في هذه الآية، هؤلاء نحن، الأمة المسلمة هؤلاء نحن، يشير إلى الأئمة عليهم السلام. فإذن نستفيد من هذه الآية أن الارتباط بين أهل البيت عليهم السلام وبين البيت، ومع الموسم ارتباط صميمي؛ لأن هذا البيت يحمل ذكرى التبشير بالنبي الخاتم وبأهل بيته عليهم السلام هذا البيت مؤسس حتى يستقبل النبي الخاتم بعد 2000 سنة. لذلك تلاحظون أن اللّٰه تعالى ختم بعض الآيات هكذا وهو العزيز الحكيم؛ لأن مثل هذه الإجابة: أن اللّٰه تعالىٰ يجيب دعاء إبراهيم وإسماعيل بعد ألفي سنة ويبقى الخط من الذرية مستمراً، وليس كل ذرية إبراهيم مسلمين إسلاماً خاصاً، أن يستمر هذا الخط فهذا لا يقدر عليه إلّا اللّٰه تعالى. ومن هنا قال وهو العزيز الحكيم فالعزيز الذي لا يمتنع منه شيء، والحكيم الذي يصدر منه الأمر الحكيم في محله.
على هذا الأساس إذن مكة والكعبة والذكريات التأسيسة الأولى علىٰ يد إبراهيم وإسماعيل تحمل البشرى بمحمد صلى الله عليه و آله وآل بيته، وهذه البشرى مذكورة أو حفظتها الى اليوم التوراة نفسها، حينما تقول علىٰ لسان اللّٰه تعالى:
أما إسماعيل فقد أجبتك فيه فأنذا أباركه واثمنه وأنميه محمد صلى الله عليه و آله واثني عشر إماماً من أهل بيته. وفي ضوء هذه الحقيقة، وإضافة إلى كون الحج فريضة إسلامية