230
وجه، وهي تتعرض للخطف والقتل والسلب والحرمان والجوع. . . فلو تفضلتم لتوضيح أهمية الدعاء وأهمية الأمن والرزق لهذه الأرض ولهذه الفريضة المباركة.
قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوةَ الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون .
وقال صلى الله عليه و آله: «الدعاء سلاح المؤمن» «الدعاء مخّ العبادة» وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه و آله أنه قال: «أنا دعوة أبي إبراهيم خليل الرحمن» .
والدعاء ركن من أركان عبادة المؤمن، وقلعة حصينة يلجأ إليها المسلم إذا داهمته الخطوب، والكهف الحصين للمسلم عند شدة الابتلاء. وأعمال الحجّ قاعدتها وسنامها التوسل والدعاء في أيام مباركة وأماكن معينة، ولا سيما في الوقوف بعرفة والمشعر الحرام، وحول الكعبة المطهرة، وفي السعي بين الصفا والمروة. وينبغي للمسلم أن يكون في أثناء الدعاء طاهراً نقيّاً قد خلع عنه كلّ شيء سوى الاستغفار والتوبة والتضرع، صافياً نظيفاً في البدن والروح، خالصاً من الدنيا والاهتمام بالولد والأهل والمتجر، مقبلاً على ربّه، داحراً للشيطان والملذات، خالعاً ثوب الكبرياء والرئاسة، متدرعاً بقميص العبودية وبالبيت الحرام الآمن بأمان اللّٰه، وبدعوة أبي الأنبياء إبراهيم الخليل نبي الرحمة عليه السلام هو خير مكان يسند المسلم ظهره إليه، يطلب من اللّٰه المغفرة والعتق من النار، ويدعو الباري عزّوجلّ الجنة وروي أنه من أدمن الحجّ لا يفتقر أبداً، وأن كثرة الجلوس في الصفا مدعاة للرزق وفي الصحيح أن العمرة والحج تدحضان الذنب وتنميان الرزق. ولابدّ من الأمان والاستطاعة في أعمال الحج. وفي الختام وفي هذه العجالة نسأل اللّٰه أن يتقبل منا حجّنا ويغفر ذنبنا إنه أرحم الراحمين.
سماحة السيد سامي البدري
* هناك ارتباط وثيق جدّاً بين مسألة الإمامة ومسألة بيت اللّٰه والحج، تبدأ هذه العلاقة منذ إقامة القواعد من قبل إبراهيم وإسماعيل