224العامة فيها أنها آمنة. فلا يجوز فعل ما يخالف الأمن، نعم لا يجوز، وهي ليس حكماً بل هي نعمة يمنّ اللّٰه بها، وشأنها شأن أي نعمة، كما تقول القرآن نعمة والامانة نعمة، رحمة، أما أن الناس لا ترضىٰ بها فليس معناه أن الحكم حكم النعمة ارتفع لا، إنما الناس كفروا بالنعمة والرحمة فحرموا منها أنلزمكموها وأنتم لها كارهون .
* سيدنا إبراهيم عليه السلام نتمنىٰ أن يكون الحديث عنه آخر لقائنا هذا. .
هناك مَن هو مصمّم علىٰ أن أبا إبراهيم كان كافراً، وقياساً علىٰ ذلك يستجيز الجرأةَ علىٰ والد النبي صلى الله عليه و آله وعمّه أبي طالب، في الوقت الذي يفرق القرآن الكريم بين الأب المعني بالكفر (آزر) وبين الوالد المحكوم بإيمانه، فإبراهيم وعد أباه آزر أن يستغفر له، وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلّا عن موعدة وعدها إياه وهذا الأب هو الوارد في الآية وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر. . . وهذا كله في أول حياة إبراهيم سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ثم علم أنه عدو للّٰهفتبرأ منه فتمت البراءة. ابراهيم بعد أن رزق بإسماعيل وإسحاق، يقول ربّنا اغفر لي ولوالدي فهذه في أواخر عمره؛ لأنه لم يرزق بإسماعيل وإسحاق إلّافي آخر عمره.
الحمد للّٰهالذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربّي لسميع الدعاء ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربّنا وتقبل دعاء ربّنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب .
فما كان ليستغفر له لو كان هو عين الذي تبرأ منه.
والأب هو العم إذا سمي؛ ولهذا قال القرآن: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر اتتّخذ أصناماً آلهة. . . والأصل في الخطاب أنه لو كان أبوه لأبيه والده لا يذكر الاسم، لكن لأن الأعمام كثيرون، فلا بد من تعيينه وقال لأبيه آزر هذا وجه.
والوجه الثاني هو استغفار إبراهيم لوالديه، وهنا لم يقل اغفر لي ولأبي، فهناك قال وما كان استعفار ابراهيم لأبيه. . . .