220عنها، ثم على المجتمعات الإسلامية والدول الاسلامية أن تهيىء حجاجها لأداء الفريضة وبتعريفهم المناسك قبل الوصول الى البيت الحرام؛ لأنه مما يؤسف له أن يفد الوافد وهو لا يدري شيئاً عن المناسك فيتخبط وقد يؤخر ويقدم ويخل بالترتيب ويلحق حجه الإحباط، فلابد من أن يحج وهو على معرفةٍ بمناسكه وبمن حوله، وأتطلع الى اليوم الذي تصبح فيه المشاعر المقدسة وعلى الأخص الصفا والمروة والمزدلفة ومنى أن تصبح أماكنها أماكن خاصة بالحج؛ لكي يتسع المجال لقضاء الليل في المزدلفة بنظام وعبادة وراحة لمن يستريح؛ لأن الذي عايش أماكن الحجيج يجد أنها تضيق بالكثرة نتيجة استيلاء القلة على مساحات هائلة من هذه الأراضي الكبيرة، التي هي وقف لكلّ الحجاج.
* إنشاء الأبنية السكنية في منىٰ وحتىٰ في المزدلفة وعرفات قد يكون أمراً يتطلبه أمن الحجاج وسلامتهم، فما هو رأيكم بذلك؟
هذا ما عرضت له في أن منى هي وقف على المسلمين جميعاً والمزدلفة وعرفات. . . وينبغي أن لا يبنى فيها إلّا ما هو لازم لسلامة الحجيج كأن يبني مستشفى ولا يبني سكنٌ دائم للحجيج، بناء المساكن هذا غير صحيح. فالإقامة في المزدلفة قليلة وليس الأمر كذلك في منى، ومع هذا لا يصح البناء في منىٰ، فمنى لابدّ من أن يدخل فيها الإحساس بهوان الدّنيا، وأنها لا تستحق خيمة تعيش فيها ليالٍ ثلاثة، وأنت قادم من عرفات قادم من البعث قادم من النشور قادم إلىٰ منى فهي مرحلة الاصلُ فيها انقطاع صلتها بالدنيا، والمباني تثبت الصلة بالدنيا وتطفئ وهج وضوء ونور البساطة، يا سلام لمّا يشعر الحاج أن الدنيا عمرها لا يساوي الخيمة التي نصبت لتعود فتهدم بعد انقضاء أيامنا الثلاثة، والذي يلقي نظره على منى بعد أن ينصرف الحجيج منها يجدها بلقعاً ليس فيها شيء.
* لا شك في أن ذاكرة استاذنا الدكتور قد أحتفظت بأمور وملاحظات، فهل هناك أمر استوقفكم؟
ومن الملاحظات التي بدت لي في