219على الفور، وكنت وقتها عند هذا التأمل لم أكن قد تشيعت بعد، كانت هذه خطوة في طريق التشيع عبر هذه التأملات - ومن التأملات التي يثيرها افتراض الحج على الفور وانطلاق الشباب لأداء الفريضة أن يعلمهم التنشئة على طاعة اللّٰه تعالى فيبدأ عمره بمعاهدة مع اللّٰه عند بيت اللّٰه ويقوم وفقاً لهذه المعاهدة في اصلاح نفسه وتقويم سلوكه على مقتضى منهج اللّٰه ما يشرح صدره ويثبت يقينه. ثم إن كون وفود الحجيج تنطوي على الشباب مع الشيوخ مع اجتماع الاجيال في الحج يهييء الفرصة لتعلم الجيل القادم من الجيل الذي يتهيىء للرحيل ويعين على كثرة التعارف بين وفود الحجيج من البلاد المختلفة.
* فريضة الحج طريق واسع للتعارف بين المسلمين، فهل لاحظتم هذا في حجّكم وقد وفقتم له مرّات متعدّدة؟
استطيع أن أقول: إن ها هنا وقفة هامّة بأنه مما يؤسف له أن الحج الذي شرع لتوثيق روابط المسلمين وجمعهم على كلمة سواء وتعارف بعضهم ببعض أصبح يبدأ وينفض، وكلّ فريق بمعزل عن الفريق الآخر، فنجد الحجاج الايرانيين وحدهم والمصريين وحدهم والترك وحدهم والحجازيين وحدهم. .
ولابدّ من أن تضع الأمة الإسلامية برنامجاً للحجيج يتيح لكلّ هذه الوفود أن تلتقي وأن تتعارف في أقدس مكان يتم فيه التعارف، والحقّ أن المسلمين لو نهضوا بأداء الحج وأعانوا بعضهم بعضاً على أدائه بمعنى أن يتاح لكلّ مسلم أن يحج حجة الإسلام على الأقل فمعنى ذلك أن الحج لن يقل عدده في كلّ عام عن (10) ملايين؛ لأننا ألف مليون مسلم لو قسمتهم على أن يحجوا على خمسين سنة فيطلع عشرون مليون حاج، وخمسون سنة هي عمر جيل وتصور يا أخي لو يتم التعارفِ بين هؤلاء الحجيج وهو بهذه الكثرة كم ستكون آثاره الطيبة علىٰ بلادنا الإسلامية. فعلى الأمة الإسلامية أن تتواص بتيسير الحج وتسهيله لكي تخرج من عهدة اللّٰه الذي أمرها بإحياء هذه الفريضة، وحذر من النكوص