218
ببكة مباركاً وهدًى للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمناً .
ثمّ بعد أن كتب الأمن للحاج الذي سعى متطوعاً راغباً حذّر من التفريط في الفريضة فبين أنها فريضة تطلب من الناس بالحب فمن فرض فيهن الحج أي فمن رغب وفرض على نفسه، لكنها في الحقيقة فريضة ينقص الدين وينقض بغيرها بقوله تعالى وللّٰه على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن اللّٰه غني عن العالمين فجعل البديل عن عدم الحج للقادر هو الاتصاف بالكفر، ومن هنا فتارك الحج عمداً كافر بإجماع الأمة على اختلاف مذاهبها، ولعل هذا من الأحكام الجليلة التي تتفق فيها أوجه نظر المذاهب العامة ومذهب أهل البيت صلوات اللّٰه عليهم وهو اعتبار الحج فريضة وأن عدم أدائها مع القدرة كفر.
* الدكتور: هل لكم أن تحدثونا عن مسألة تترتب عليها أمور مهمة وهي كون فريظة الحج عند الإمامية على الفور لا التراخي الذي تأخذ به المذاهب الأخرىٰ؟
إنّ مذهب أهل البيت يتميز في خصوص الحج بميزة دقيقة ذلك لأن تعريف الحج عند أهل السنة أنه فريضة على التراخي بما أن الإنسان مخولٌ أن يسوف فيه ويؤديه قبل موته وعند الإمامية فإن الحج فريضة على الفور ويأثم من يؤخره بغير عذر قهري، معنى فريضة على الفور أن يحجّ الناس شباباً.
ومعنى فريضة على التراخي ان يحج الناس عجائز، ولذلك تجد هذا المعلم لو تفحصت في وجوه الحجيج من البلاد الاسلامية غير الشيعة تجد الحجيج من العجائز والمسنين وقلّ أن تجد فيهم شاباً جلداً، ولكنك إذا تفحصت وجوه الحجيج من الجمهورية الإسلامية - وهذه ملاحظة كانت تستوقفني، وقد أكرمني اللّٰه تعالىٰ بالحج أكثر من عشر مرات - فكان ممّا يستوقفني أن أرى شباباً في مقتبل العمر يحج، ولقد قادني هذا إلى أن أرجع الىٰ فريضة الحج عند الشيعة الامامية فوقفت على هذا الحكم أن الحج فريضة