21مستمرّاً إلى إحرام الحَجّ مع كونِها معدودة من أفعال الحَجّ. أو لِما يحصل بها من الانتفاع بالثواب مضافاً إلى الحَجّ أو مستمرّاً إليه وبنسبتها 1إلى حَجّ الإسلام تتميّز عن العُمرة المُتَمتَّع بها إلى حَجّ النذر وشبهه.
والمُراد بالقُربة: وقوع الفعل على وجه الاخلاص، بحيث يثمر 2القُرب إلى رِضاه - سبحانه -، ويحظى لديه مجازاً عن القُرب المَكانيّ.
وإطلاق القربات على الطاعات والعِبادات في كلامه - سبحانه -، وكلامهم عليهم السلام يؤْذِن بإيثار هذه الكلمة على غيرها، ويُشعِر 3بمزيّةٍ لها.
وتَجِبُ التلبيات الأربع مقارنةً للنيّة بالعربية على الوجه المنقول، وصورتها:
لبّيك اللّهمَّ لبّيك، لَبّيْك، إنّ الحَمْدَ والنّعمةَ والمُلك لك، لا شريك لك لبّيْكَ.
ومعنى لبّيك: إجابةً بعد إجابةٍ لك يا رَبّ، أو إخلاصاً بعد إخلاصٍ، أو إقامةً على طاعتك بعد إقامةٍ؛ لأنَّه إمّا من لبّى إذا أجاب الدُّعاء، أو مِنَ اللبّ وهو الخالص من كلِّ شيءٍ، أو من لبّ بالمكان إذا أقام به.
وأصل اللّهمّ: يا اللّٰه.
ويجوز في أنّ الكسر على الاستئناف، وتفتح فتقدّر اللام مَحذوفةً، على أنّ جملتها تعليل لِما قَبلها، فيقتضي الفتح تخصّص 4التلبية 5بخلاف الكسر، فإنّ عدم التقييد بعلّةٍ يقتضي العموم. وهذا هو المراد من قول أبي العبّاس المبرّد: من فَتَحَ فَقَدْ خَصّ، ومن كَسَرَ فَقَدْ عَمّ.
ويستحبُّ الإكثار من التلبيات الواجبة ومن المستحبّات أيضاً، وخصوصاً: لبّيك ذا المعارج لبّيك، والباقي لبَّيك لبّيك داعياً إلى دار السلام، لبّيك لبّيك غفّار الذُّنوب، لبَّيك لبّيك أهل التلبية، لبّيك لبّيك ذا الجلالِ والإكرام، لبّيك لبّيك تبدئ والمَعادُ إليك، لبّيك لبّيك تَسْتَغْني ويُفْتَقَرُ 6إليك، لبّيك لبّيك مرهوباً ومرغوباً إليك، لبّيك لبّيك إلٰهَ الحقّ، لبّيك لبّيك ذا النَّعماء والفضلِ الحَسنِ الجَميل، لبّيك لبّيك كشّاف الكُرَب 7العِظام، لبّيك لبّيك عبدُك وابن عَبدَيْكَ، لبّيك لبّيك أتقرّب إليك بمُحَمّدٍ وآل مُحمّدٍ، لبّيك لبّيك يا كريمُ، لبّيك لبّيك بالعُمْرَة المتمتّع بها إلى