182الستائر، ويشير إلىٰ ما كان يتردد في هذا الشأن من الخرافة، التي تقول: إن الجدث الطاهر يشاهد وهو في تابوته معلقاً بين السقف والأرض. ويشير إلى البقعة المعدّة للمسيح عيسىٰ بن مريم، ثم يقول: إن المدينة تتزوّد بجميع ما تحتاجه من الحبشة الكائنة في الجهة المقابلة من البحر الأحمر 1.
بقي أن نعلم، أن «جوزيف بيتز» قد اعتقه سيّده الجزائري وأخلىٰ سبيله، وبذا وفىٰ بوعده وأطلق سراحه، عند نهاية زيارتهما لمكّة المكرّمة 2لكنه بقي يعيش مع سيّده ويخدمه لقاء اجور حتىٰ عاد إلى الجزائر.
الهروب. . . والعودة
أمضىٰ «بيتز» بعض الوقت في الجزائر، وعند ذاك أخذ يفكّر في الهرب والعودة إلىٰ بلاده الأصليّة. فاستطاع التسلل إلىٰ سفينة من السفن المتوجهة إلىٰ استانبول، بعد أن أخذ معه كتاب توصية من المستر «بيكر» القنصل الانكليزي في الجزائر يومذاك إلىٰ قنصل انكلترا في أزمير المستر «ري» . ومع أن الحنين الى الجزائر قد عاوده في أزمير، وصار يفكّر في العودة واستئناف الحياة فيها كرجل مسلم، فقد استقلّ باخرة فرنسية متوجهة إلىٰ ليغهورن في ايطاليا، بعد أن دفع ثمن التذكرة عنه تاجر انكليزي كان يقيم في أزمير يدعىٰ المستر «أيليوت» . وممّا يدلّ علىٰ مقدار تعصّب «بيتز» للمسيحية واحتفاظه بعقيدته فيها، رغم جميع ما أصابه