183ومارسه من تجارب، ولكن هذه القصص لم تصبح جزءاً من التراث الشعبي في الغرب بالنسبة إلىٰ بلاد العرب، وقد نسيها معظم الخبراء 1فقد أصبحت معرفة أحوال تلك البلاد متوافرة، وطغت علىٰ تلك القصص، ومع ذلك فلا شك في أن صراحة تلك المعلومات ساعدت علىٰ تفهّم الشعب البريطاني والغرب لتلك الشؤون العربيّة، التي كانت تتسم بها تلك البلاد في تلك الأيام. فالمدن والقفار التي وصفها لم يكن من السهل للرحالة الأوروپي العادي الوصول إليها. إذ كانت تلك المناطق أماكن مغلقة بالنسبة للغرب بسبب (التعصّب) الديني - علىٰ حد زعم الكاتب الغربي بيتز برينت - وسلطة الامبراطورية العثمانية، ولهذا نرىٰ أن قصّة «جوزيف بيتز» البسيطة الصريحة يجب أن تكون قد ظهرت ولمعت بضوء سحري لا يقل روعة عن قصص مانديفيل elliednaM الخرافيّة عن البلدان التي تحكمها الوحوش.
ما تجدر الاشارة اليه أن الرحالة البريطاني «رتشارد بورتون» قد أعاد نشر مذكرات بيتز هذا ضمن ملاحق رحلته المشهوره: «الحج إلى المدينة ومكّة» (1855 - 1856) 2.
وتكمن أهميّة رحلة بيتز في أنها أول محاولة قام بها انكليزي، تتضمن وصفاً مفصلاً عن مدينة مكّة المكرّمة وموسم الحج، وعلىٰ وصف أيضاً لمدينة الجزائر وضواحيها ولمدينتي الاسكندرية والقاهرة.
هل كانت هناك مهمّة سرّية؟
ومهما قيل حول الرحلة من إطراء، وخاصة في الغرب وفي الأجواء المتأثرة به 3، فإن ذلك لا يقلل من أهمية علامات الاستفهام المثارة حول الكثير ممّا ورد في الرحلة، من معلومات أو انطباعات. فإضافة إلىٰ ما تقدّم من تحفّظات، وردت في ثنايا الحديث، لا نعدم من يشكك في صحة بعض المعلومات التي ذكرها «بيتز» ، إن لم يكذّبها، وهذا الباحث البريطاني «بيتز برينت» يؤكّد أن بعضاً من كلام