181من الرأس إلى القدم. ثم تقطع المكانس التي يكنس بها البيت المقدس قطعاً صغيرة، وترمىٰ عليهم فيتلاقفونها، ومن يفز بقطعة منها يحتفظ بها كأثر مقدّس لديه (؟) . ويتطرق بعد ذلك إلىٰ ذكر الكسوة ووصفها كالمعتاد 1.
وأخيراً يصدر حكمه النهائي علىٰ تلك المدينة وعلىٰ شعبها فيقول: «مع أن هذا البلد (مكة) يعتبر من الأماكن المقدسة، إلّاانني لا أعتبره مقدساً لكثرة ما فيه من الفسق والانغماس في الملذات. أمّا بالنسبة للأخلاق فهو مساوٍ للقاهرة العظيمة، فهم من الممكن أن يسرقوا الحرم الشريف نفسه 2.
وعلىٰ هذا المنوال، ورغم تظاهره بالأمانة العلمية، فانه يطلق تعميماته الواسعة، التي لا تخلو من الدس والعشوائية.
المدينة المنوّرة
وبعد أن غادر بيتز مكة المكرّمة، طفق يصف تكوين القافلة المتوجهة صوب المدينة المنورة، مع تركيز علىٰ بعض التفصيلات التي لا تخلو من تشويه، وبخاصة حينما يتحدث عن الأخطار التي واجهها الحجاج، بعد دخول الصحراء، وما يتعرضون له من قطّاع الطرق البدو. . .
ثم يقول: «وبعد اليوم العاشر من هذه الرحلة اليسيرة من مكة ندخل إلى المدينة المنورة. ولكن هذه المدينة صغيرة وفقيرة، ومع ذلك فهي محاطة بسور، وفيها مسجد عظيم، ولكنه ليس عظيماً كمسجد مكة» 3.
وعن سور المدينة المنورة ومسجدها يعتقد «بيتز» أن هذا السور قد بُني ما بين سنتي 1503 - 1680م. وفي زاوية من زوايا المسجد بناء يشغل خمس عشرة خطوة مربعة، فيه شبابيك كبيرة مشبكة بالنحاس الأصفر. وفي داخله بعض المصابيح المعلقة والأعلاق النفيسة. وليس هناك ذلك العدد الكبير من المصابيح الذي كتب بعضهم يقول: إنها تبلغ ثلاثة آلاف في عددها. وفي وسط هذا المكان يوجد قبر محمد، وهنا يتجاوز على النبي الأعظم ويسميه (دعيّاً) . ثم يصف