177والتي ساهم هو نفسه في ترويجها عن المسلمين في الأوساط الغربيّة. ثم تغاضيه عن الاُسلوب المتسامح معه، من قبل الآخرين، خاصة بعدما تغيّرت حاله أثر اعدام معلمه الأول، لمشاركته في تنظيم تمرّد ضد الحاكم، فباعته زوجة هذا الأخير إلىٰ شخص جديد متقدّم في السن، عامله بلطف وطلب منه أن يرافقه في رحلة الحج إلىٰ مكّة المكرمة.
الرحلة إلى الحج
قام بيتز برفقة سيده بالحج إلىٰ مكّة والمدينة، أواخر القرن السابع عشر 1ثم تمكّن من الفرار، ونشر قصّة رحلته تلك في بريطانيا سنة 1704م، وهي قصّة يصحح بها بعض الأخطاء والمبالغات الموجودة في الكتب المعاصرة له، وأروع ما في الرحلة وصفه للقافلة واعدادها 2.
واجتذب الكتاب وعنوانه «وصف أمين لديانة وأخلاق المحمديين» اهتماماً كبيراً، لأن كاتبه عبد مسيحي، وفيه يعزّز روايات العبيد المسيحيين في الدول (البربرية) ، الجزائر وتونس وطرابلس، فضلاً عن ذلك فإن أهميته تعود أيضاً إلىٰ أن «بيتز» كان من أوائل الانكليز الذين دخلوا شبه الجزيرة العربية ووصفوا شعبها، والأماكن المقدسة، ومراسم الحج وشعائر العبادة في مكة، وقد زار بيتز كذلك قبر النبي صلى الله عليه و آله، ونفىٰ حكاية أن القبر معلّق في الهواء، بفعل قوّة أحجار مغناطيسية 3.
بدأت رحلة بيتز وسيده بمصر، وعندما وصلا إلى الاسكندرية أُصيب المعلم بمرض شديد حتىٰ ظنّ أن نهايته اقتربت، فأعطى الشاب البريطاني جزاماً فيه كيس من الذهب ورسالة كانت ستسلّم إليه في مكّة المكرّمة، يعلن فيها صاحبه عن اطلاق سراحه. إلّاأن الرجل استعاد عافيته وظل «بيتز» في خدمته، وتابعا طريقهما إلى القاهرة حيث مكثا فترة من الزمن لتجميع المواد اللازمة للمرحلة الثانية من الرحلة. وكان «بيتز» يدوّن ملاحظاته عن المدينة وأهلها 4.