176رجلاً مسرفاً منغمساً في الدعارة والفجور، علىٰ ما يقول «بيتز» ، فصمم علىٰ أن يكون سبباً في اعتناق مملوكه الانكليزي الديانة الإسلامية تكفيراً عن آثامه وخطاياه. فاستعمل الضرب والشدّة معه حتىٰ نطق بالشهادة، لكنه بقي خلال وقته كلّه الذي قضاه في بلاد الاسلام والمسلمين يعبّر عن سخطه ودخيلة نفسه المجبولة على المسيحية في شتىٰ الظروف والمناسبات 1.
وبعد فترة، بيع «بيتز» إلىٰ رجل آخر في الجزائر، قدمه هديّة إلىٰ أخيه في تونس. . . فمكث هناك 30 يوماً، تعرّف خلالها إلى القنصل البريطاني الذي وعد بمساعدته، وبعد أن قرر معلمه أنه لم يعد في حاجة إليه، اُعيد «بيتز» إلى الجزائر، علىٰ رغم من أن القنصل البريطاني وتاجرين بريطانيين حاولوا شراء حريته، وقدّموا 300 دولار إلىٰ صاحبه. إلّاأن التونسي أصرّ علىٰ مبلغ 500 دولار استحال على البريطانيين جمعه.
عندما وصل «بيتز» إلى الجزائر وعلم أنه سيردّ إلىٰ معلمه الأول انهار بالبكاء. كانت حياته، في تلك الفترة، صعبة للغاية إلّاأنه مضىٰ وقتاً طويلاً يتقن اللغتين العربية والتركية. . . وصار يلجأ في ساعات فراغه إلى المساجد، يدوّن الملاحظات الدقيقة حول المراسم المحيطة به، والصلوات، وكلمات الإمام، وتعاليم القرآن. وتقول زهرة فريث وفيكتور وينستون في كتابهما: «مستكشفون في الجزيرة العربية» عن بيتز: «نظراً إلىٰ حداثة سنّه، وعلىٰ رغم من أنه أُجبر علىٰ تغيير دينه، إلّاأن «بيتز» حاول جدّياً فهم العقيدة وتقديمها بموضوعيّة» 2. .
علىٰ أن هذه الأحكام بحاجة إلىٰ اثباتات، لذا فإنها لا تعدو كونها ادعاءات.
وممّا يدلل علىٰ ذلك أن الرحالة بورتون المعروف بانحيازه الواضح إلىٰ رسالة الرجل الأبيض، والىٰ بريطانيته خاصة، ورغم ذلك اعترف بأن كتابة بيتز تتصف بالتعصّب الأعمىٰ رغم خلوها من الخرافات أو الأشياء التي لا تُصدّق 3.
وكمثال علىٰ مدىٰ تحامل بيتز على المسلمين الصاقه بهم العديد من الرذائل،