165أهلها من سكان البوادي، وتشكّل الخيل والجِمال والأغنام كلّ ما يملكون، والفرقة الوهابية خرجت من هذه الديار.
بعد طيّ الطريق الجبلي وصلنا الى النجف الأشرف في الرابع عشر من ربيع الأول، واستغرقت الرحلة ما يقارب الثمانين يوماً، وخلال هذه الفترة، ضلّ كثير من الحجّاج الأعاجم في صحاري الجزيرة العربية، وأصبحوا أسرىٰ لدىٰ:
عبدالرحمن أمير حاج نيابة عن محمد أمير الجبل.
متعهدي القوافل الماكرين، الذين لم يتورّعوا عن ارتكاب أنواع القبائح، عدا نفر قليل منهم مثل الحاج عباس القازي النجفي، الحاج اسماعيل الأصفهاني.
وأخيراً، أسرىٰ بيد العُكّام الذين يُمسكون بزمام الجِمال، وهم أغنياء عن التعريف.
عادة محمد أمير الجبل هي أن يُرسل كلَّ عام قبيل موسم الحج شخصاً مثل عبدالرحمن، أو غلامه (قنبر) إلى النجف الأشرف، حتىٰ يسوق الحجّاج في الخامس من شهر ذي القعدة، ليصل بهم إلىٰ مكّة المكرّمة في الرابع من شهر ذي الحجة، وبالنظر إلىٰ أنّ عليه أن يمرّ بالقوافل بسلام خلال القبائل الأكثر وحشيةً منه، وأن يدفع لهم الرسوم، لذا فهو يأخذ من كلِّ راكب جَمَل ما يعادل خمسة عشر توماناً تسمىٰ (الأخوّة) ، ويؤخذ من الأعراب إجمالاً نصف مبلغ الأخوّة، ومشاة الحجّاج معفون منذ القديم من دفع هذه الأتاوة، وعلى الرغم من أنّ المدينة الطيبة تقع علىٰ حافة الطريق، فهم لا يمرّون عليها ذهاباً، إلّاأنّهم يفعلون ذلك في الإياب، ويقطعون الطريق من نجد وحتى يصلوا بالقوافل الى النجف الأشرف، وأحياناً، يأخذون (الأخوّة) في الأربعين وحتىٰ أواخر شهر صفر على الأغلب وبنفس الطريقة، إلّاأنّهم لا ينفّذون ما يقولون.
كلّ عام، يعتدون علىٰ مشاة الحجاج المساكين، وفي هذا العام، قام