163هذين الرجلين كان باستطاعتهما أن يقتسما ذلك الصبي ويأكلاه كلقمة سائغة، إلّا أنهما لم يجرُؤا علىٰ إظهار غضبهما، وكانا كأسيرين في قبضة ذلك الطفل حتىٰ بادر شخص آخر، وعمل علىٰ انقاذهما من يده.
البوّاب القبيح المنظر:
عند مقبرة البقيع، بقعة الأئمة الأطهار، يوجد بوّاب قبيح المنظر يحمل بيده هراوه، ويتطاير الغضب من وجهه، ويأخذ من كلّ إيراني يروم الدخول إلىٰ هناك بقصد الزيارة صاحبقران 1واحداً، ولو أراد ذلك الحاج مثلاً الدخول خمس مرات يومياً عليه أن يدفع خمس قرانات، وحال دخوله إلىٰ هناك ولما يبدأ الزيارة بعد، يقول له البوّاب: اُخرج.
وأراد أحد الأشخاص يوماً أن يُقيم مجلساً للعزاء تحت قبة الأئمة الأطهار، فمنعه البواب، فأعطاه مبلغ روبيتين اثنتين وتساويان ستة آلاف دينار حتىٰ حصل علىٰ إذن بذلك.
وكلّ هذه الموانع والحجج هي من نصيب الايرانيين، ولا أحد يعترض طريق الاعراب أبداً.
ومن بين المميزات التي يحصل عليها الأعراب هي وكما رأيت بعينيّ في كلّ بلاد الجزيرة العربية، أنّه متىٰ ما شبَّ نزاعٌ بين اعرابيّ وأعجميّ، فللأعرابي الحقّ في أن يكيل للأعجمي كلّ أنواع السّبّ والشتم والتُهَم، في حين لا يحقُّ للأعجمي حتىٰ فتح فيه بسؤال أو جواب، وإلّا كان مصيره أن يهجم عليه الأعراب ويشبعوه ضرباً حتىٰ يهلك.
ففي أرض الحجاز كل مِلّة يحقّ لها أن تتنقّل بحرّية كاملة بزيّها إلّاأهل إيران، الذين إمّا أن يلبسوا لباساً عربياً أو لباساً أفندياً، ومع ذلك فبمجرّد أن ينكشف لهم أنّه أعجميّ، يتعرّض إلى السّخرية والاستهزاء!
ومن الأعمال التي أدّاها الحاج ميرزا حسن خان منسّق الأعمال هذه السنة في