155
الكعبة وبيت اللّٰه الحرام:
يقع القسم الأكبر من المدينة حول المسجد، ويتوسّطه بيت اللّٰه، حيث يبلغ طوله 15 ذراعاً وعرضه 10 أذرع، وهو مربع الشكل، وارتفاعه أكثر من الطول والعرض، وقد بني من الحجر المنحوت، وأحجاره بحجم نصف ذراع وثلاثة أرباع الذراع * ربع ذراع وقد غُطّي بحُلّة سوداء من الحرير.
وموقع البيت بالنسبة للجهات الأربع منظّم، فأحد أضلاعه يوازي الجهة الشمالية، والثاني يوازي الجهة الجنوبية، والثالث يوازي الجهة الشرقية، والرابع يوازي الجهة الغربية، ويقال لزوايا الكعبة: الأركان.
الحجر الأسود:
يقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي، وعلىٰ ارتفاع ذراع وربع الذراع تقريباً، وضع على الزاوية الخارجية لجدار الكعبة، ولا يتألف من قطعة واحدة، بل من حوالى عشرين قطعة، مُحاط بطوق فضّي، وقد نُصب هذا الطوق علىٰ زاوية. وسطح الحجر غير مسطّح، فهو مقعّر إلىٰ حدٍّ ما وليس له قاعدة، ولونه أسود ولكن سواده غير مكروه، فهو قهوائي جذّاب جدّاً، وتتخلّله آخاديد بيض وحمر تَسُرُّ الناظر، والحجر متماسك، ومحكم جدّاً وصلد.
لقد اطّلعتُ في الكتب الإفرنجية علىٰ ما يعتقده حكماؤهم بأن هذا الحجر هو أحد الأحجار الساقطة من الجو، ويحتوي على الحديد والنيكل وبقية المواد المعدنية، ولكنّه اعتقاد باطل، فهذا الحجر بريء مما ينسبونه إليه، فقد ذهبتُ مراراً في أوقات فراغي إلىٰ هذا الحجر وشاهدته بدقّة، فلم أجد له أي شبه، فهو لا من الأحجار الأرضية، ولا من الأحجار المتساقطة من السماء.
حِجر إسماعيل:
وهو علىٰ شكل نصف دائرة يقع علىٰ أحد أطراف البيت مواجهاً للطرف الجنوبي، ويتّصل بضلع ميزاب الرّحمة. ويجب على الحجيج أن يطوفوا حول