148
البصرة:
وهي مدينة مُلحقة بالحكم العثماني وتابعة لبغداد، تقع علىٰ ضفاف شط العرب، علىٰ مسافة ثلاثة أرباع الفرسخ، وبُعد الشمال الشرقي والشمال الغربي عن الخليج الفارسي هو أربعة عشر فرسخاً، والمسافة من الجنوب الشرقي للمدينة إلىٰ بغداد هي 46 فرسخاً، والطول الغربي للمدينة عن طهران هو ثلاث درجات، والعرض الشمالي لها ثلاثون درجة. وقد سُجّل عدد نفوسها بحوالى 50 الىٰ 60 ألف شخص، ولكن حسب اعتقادي فإنه أقل بكثير من هذا العدد، وتضمّ أسواقاً كثيرة، وأزقة ضيّقة وقذرة وغير منتظمة، وتوجد فيها مستشفىٰ أيضاً، وبسبب المّد والجزر لشط العرب فإن هواءَها غير صحّي.
إن مدينة البصرة، هي إحدى المراكز التجارية الكبيرة في آسيا، وللعديد من الدول الأوروپية مصالح تجارية فيها، وفي الماضي، كان لها شأن كبير.
وقد أسّسها الخليفة الثاني في عام 15 هجرية، وقد خضعت في العام 1048 هجرية لسيطرة ايران، ثمّ انتزعها العثمانيون بعد ذلك، وعادت الى السيطرة الإيرانية من جديد في العام 1187 ولمدّة ستة أعوام، وهي حاليّاً تحت السيطرة العثمانية.
معظم أهلها من أهل السنّة، وتجاورها بمحاذاة الشطّ، قصبة جميلة تُعرف ب (علي مقام) حيث تحتوي علىٰ مسجد قد صلّىٰ فيه أمير المؤمنين علي عليه السلام، وهو محل زيارة العامّة. وتقطن هذه القصبة غالبية شيعية، ويُقيم الحجّاج فيها في الذهاب والإياب.
علىٰ مقربة من (علي مقام) وعلىٰ ضفاف الشط، يوجد بستان كبير صاحبه تاجر مشهور من العجم يسمّى الآقا عبد النبي، وقد حلّ الدّاعي ضيفاً علىٰ صاحب هذا البستان، ومع حداثة سنّه، فإن التاجر المذكور ذو حظوة وشهرة كبيرتين، وهو يقوم بتلبية احتياجات الحجّاج من العجم. وقد تجاوز رؤساء