147قيمة، وكذلك يأخذون علامة القبر من حجر وطابوق، ليبيعوها في مكان آخر.
ونتيجة لذلك لا تستتر جثة الميّت إلّابحصىٰ قليلة، وتكون علىٰ عمق يسير من سطح الأرض، حيث يصبح معظمها بعد ذلك طُعماً لدواب الصحراء، ولا يبقىٰ لقبور المسلمين هناك أيّ أثر.
السفر نحو البصرة:
بعد التشرّف بزيارة العتبات المقدّسة، صعدنا في 14 شوال علىٰ ظهر مركب صغير علىٰ دجلة يسمىٰ (لندن) ، وانطلقنا من بغداد نحو البصرة، وبعد عدّة أيّام انتقلنا الىٰ ظهر مركب آخر يسمىٰ (بلاس لنج) ، حيث وصلنا البصرة في 22 شوال، وفي الطريق إلى البصرة، كنا قد مررنا علىٰ آثار المدائن، وقبر سلمان الفارسي، وقصبة العمارة، التي تقع جميعها على الجانب الأيسر من دجلة، والعمارة قصبة واقعة علىٰ ضفاف دجلة، جميلة جدّاً، وهي تابعة للحكم العثماني، ولا يقل عدد سكانها عن مائة أسرة، كما يقطنها الكثير من الرعايا الإيرانيين، ويتواجد فيها موظف عن دائرة رعاية المصالح في بغداد أو ما يعرف بلغة اليوم القنصلية.
المدائن:
كانت في الماضي مدينة واقعة علىٰ ضفاف دجلة، بناها ملوك العجم، وكانت تعدّ العاصمة الشتوية لهم، وبعد تهدّمها، بُنيت بغداد من مواد البناء المتبقية من خرائبها، وفي الوقت الحاضر لم يبقَ منها سوىٰ طاق كسرىٰ، وبالقرب منه، قبر سلمان الفارسي رضى الله عنه حيث يُشاهد من علىٰ دجلة، مع أعدادٍ من النخيل.
قبر النبيّ عزير عليه السلام:
وعلى الضّفة اليمنىٰ لنهر دجلة، يوجد قبر النبي عزير عليه السلام، حيث يحتوي علىٰ صحنٍ كبير وواسع، وحوله أبنية ذات طابقين يقطنها اليهود، والقبر بمثابة مكان مقدّس للعبادة.