99والطواف هو الصلاة - بصورتها المتحرّكة - حول البيت.
وتقريب هذه الصورة أكثر، افترض أنّ الكعبة مركز لدوائر كثيرة يحيط بعضها بالبعض الآخر، أوّلها المطاف - وهو أقرب وأصغر دائرة ترسم بالطواف حول البيت - وآخرها ما يستدير في أقصىٰ نقاط الأرض المختلفة، وتتشكّل هذه الدوائر من المصلّين الذين يتوجّهون من جهات هذا العالم الأربعة إلى الكعبة المكرّمة، ولو أنّك أمعنت النظر في دائرة من هذه الدوائر، لرأيت أنّ المصلّين في حالة من الطواف، غير أنه طواف ساكن بصورة الصلاة.
ومن جهة أخرىٰ فإن الطائفين حول البيت يشكّلون دائرة بالطواف أيضاً، وهم بهذا الطواف يقومون بتصوير وعرض كلّ الدوائر التي يرسمها المصلّون في أرجاء الأرض وكلّ واحد من المصلّين - في أيّ قوس، ومن أيّ دائرة - ما هو إلّاممثّل لطواف الطائفين بالبيت، كما أنّ الطائفين بالبيت يمثّلون بطوافهم صلاة المصلّين في جميع أرجاء الأرض.
فأنت - أينما ومتىٰ وقفت للصلاة - قوس من دائرة أقواسها الأخرىٰ في شعاعك، وهذه الدائرة - حتّىٰ في أبعد فاصلة من الكعبة - ما هي إلّاتمثيل لدائرة الطواف الصغيرة بمقياس أوسع وأكبر.
والطائفون المتحرّكون الحاضرون في المسجد الحرام، هم - أيضاً - المجسّدون للدوائر الكثيرة المتكررة من الطائفين الساكنين، والمنبثّين في أرجاء العالم، الغائبين عن البيت.
يتّضح بهذا أنّ الطواف حول البيت ليس أمراً ينفرد به حجاج البيت؛ فالمصلون أينما وقفوا - في أي شعاع، وأيّ دائرة، صغيرة كانت أو كبيرة - كأنّهم يطوفون بالبيت طوافاً ساكناً في صورة الصلاة.
وباختصار: فإنّ الطواف صلاة متحرّكة، والصلاة طواف ساكن.
والصلاة والطواف عبادة واحدة تؤدّى