111ومحفوفة بالأخطار بأن تلك المنطقة هي منطقة غير منظمة، ولا يجوز الاقتراب منها، إلّافي حالة خطر الموت المحدق. فهنالك يكمن فيما وراء حدود سورية، وخلف جبال اليمن، وفي الداخل خلف البحر الأحمر، أساطير خرافيّة وتهديد، وبؤرة ملايين الصلوات، ومولد أعداء المسيحية (هكذا) وموطن ذلك اللغز المحيّر المخيف» 1.
ويواصل «برينت» حديثه قائلاً: «وهكذا أصبحت شبه الجزيرة العربية بلاداً أسطورية، فلقد أطلقت الاشاعات والتخمينات عليها هذا الاسم، فضلاً عمّا كتبه بعض الرحالة الموسوسين شديدي التدقيق والاهتمام بالتوافه الذين أتوا للاستكشاف.
وبسب عدم قدرة الأوروبيين على اختراقها، أصبحت المنطقة الإسلامية سرّاً من الأسرار. . وهكذا ظلت بلاد العرب محتفظة بذلك السحر والإثارة بالنسبة للأوروبيين، خلال قرون وقرون. فماذا كان هناك يا ترىٰ؟ ما هو قدس الأقداس الذي يستقطب صلوات الملايين، من غرناطة حتىٰ دلهي، ومن سراييفو حتىٰ تمبكتو يا ترىٰ؟
وهكذا فالتحدي الضمني الموجود، في مثل هذه الأوضاع، أصبح في النهاية أمراً لا يُقاوم، وكما سنرىٰ لم يكن من الممكن مقاومته. وهكذا بدأ المغامرون الدهاة الواسعو الحيلة والتواقون لكشف سرّ وجود مكة والمدينة، هاتين المدينتين المغلفتين بالأسرار والمحروستين بالتعصّب (. . ! !) ، بدأ هؤلاء المغامرون يتقاطرون بشوق للتعرّف علىٰ تينك المدينتين، وعلىٰ شبه جزيرة العرب بأجمعها، مع وجود فوارق كبيرة في دوافعهم، تراوحت بين الشدّة والضعف» 2.
مهمّات ومحاولات مشبوهة
ولأسباب كثيرة، دونها حسّاسية الموقف المفرطة، أُحيطت تحركات