226
إلى أطراف الجِمار فما يليها
إلى ذات القَتَادةِ من ثَبيرِ
أما الأثبرة فقد تقدم البحث عنها في حرف الثاء.
فَخٌّ:
على لفظ الفَخّ الذي هو الطَّرَق:
هو الوادي الرئيسي الثاني بمكة، يأخذ أعلى مساقط مياهه من جبل السِّتَار عند علمي طريق نجد، وجبل حِراء، وما حوله، ولما عدلت مياه وادي إبراهيم العُلَى حولت إلى فخ هذا، ويسمى اليوم بعدة أسماء: أعلاه خريق العُشر ووسطه الزاهر والشهداء، وأسفل من ذلك أم الجود. وكان ما بين الزاهر والحُديبية يسمى بَلْدَح، وقد ذكر. وكان فخ في عهد الأزرقي يسمى أعلاه مكة السدر، وأطلَق عليه وادي مكة، وسمَّى وادي ابراهيم وادي بكة. وفخ مشهور بتلك الواقعة التي وقعت سنة 169ه. بين العلويين بقيادة الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنهم، وبين العباسيين بقيادة العباس بن محمد بن علي بن عبد اللّٰه بن عباس، فالتقوا يوم التروية، فقُتل العلويون يومئذ قتلاً ذريعاً حتى قيل: ما كانت مصيبة بعد كربلاء بأشد من يوم فخّ، وظل القتلى ثلاثة أيام في العراء حتى أكلت لحمهم الكلاب، فرثاهم عيسى بن عبد اللّٰه قائلاً 1:
فلأبكين على الحسي
وقال داود بن سلم 2:
يا عين بكِّي بدمع منك مُنْهمرٍ
فقد رأيت الذي لاقى بني حَسَنِ