217بعملك هذا دولتنا وشيعتنا والدّعاة لنا بالكفر والزندقة. . .» واستطرد عبيداللّٰه المهدي في رسالته إلىٰ أبوطاهر القرمطي يحذره من أنّه إن لم يَرُد أموال أهل مكّة التي سرقها وإرجاع الحجر الأسود إلىٰ مكانه ووضع ستار الكعبة عليها مجدّداً فإنّه سيأتيه بجيش لاقِبَلَ له بهم. ثمّ ذكر أخيراً بأنّه بريءٌ منه ومن أعماله كما يبرأ من الشيطان الرجيم (49) .
هذا وقد ظلّ الحجر الأسود بحوزة القرامطة مدّة (22) سنة في البحرين، ولم تجد كل المحاولات والمساعي التي بذلها قطبا السياسة الإسلامية (أي القطب العبّاسي في بغداد والفاطمي في أفريقيا) من أجل الضغط على القرامطة وإجبارهم علىٰ إعادة الحجر الأسود، وقد عرض الخلفاء على القرامطة مبلغاً قدره (50) ألف دينار مقابل إرجاعهم للحجر الأسود، لكنّ القرامطة ظلّوا يخوضون في عنادهم (50) . ويقول ابن سنان الذي كان معاصراً لتلك الأحداث:
لقد عُرِضَت الكثير من الأموال على القرامطة كثمنٍ لردّهم الحجر الأسود لكنّهم رفضوا كلّ تلك العروض، وكان السبب الحقيقي وراء امتثال القرامطة للأمر هو التهديد الذي وجّههُ المهدي العلوي الفاطمي إليهم ممّا أجبرهم علىٰ ردّ الحجر الأسود إلىٰ مكّة ثانية (51) .
وعلىٰ أي حال فقد أرجع الحجر الأسود إلىٰ مكّة سنة (339) وقد حمله رجل من القرامطة يُدعىٰ سنبر (والذي يحتمل أن يكون حمو أبوسعيد القرمطي) ويُقال إن الحجر الأسود حمل قبل إرجاعه إلىٰ مكّة إلى الكوفة ونصب في العمود السابع لمسجد الكوفة حتّىٰ يتسنّى للنّاس رؤيته، وقد كتب شقيق أبوطاهر رسالة جاء فيها (52) : أخذناه بقدرة اللّٰه ورددناهُ بمشيئة اللّٰه (53) .
ولمّا رُدَّ الحجر الأسود إلىٰ مكّة كان أمير مكّة حاضراً مع حشد من أهلها.
وأرجع سنبر الحجر بيديه إلىٰ مكانه، وقيل إن رجلاً يُدعىٰ حسن بن مزوّق