218البناء قام بنصب الحجر عند جدار الكعبة وأحكم مكانه بالجصّ (54) ، هذا وقد ورد ذكر أسماء آخرين ممّن ساهموا في ذلك.
وفيما يخصّ الشخص الذي قام بوضع الحجر الأسود في مكانه، فقد نُقِلَ عن أحد علمائنا الكبار خبراً يتضمّن حادثة موجزة ننقلها إلى القارئ الكريم باختصار:
نُقلَ عن الشيخ الجليل جعفر بن محمّد بن قولويه أحد أبرز العلماء المحدّثين المشهورين لدى الشيعة واستاذ الشيخ المفيد، أنَّ في نفس السنة التي تمَّ إرجاع الحجر الأسود إلىٰ مكّة من قبل القرامطة، قرَّر الشيخ السّفر إلىٰ هذه المدينة المقدّسة. ولما كان عُلماء الشيعة يعتقدون بوجوب حضور المعصوم أو ولي اللّٰه؛ ليقوم بوضع الحجر بنفسه في مكانه، وأنه لايمكن ولايجوز لأيشخص غير المعصوم من وضع الحجر في مكانه، فقد عزم بن قولويه على السفر إلىٰ مكة وأعدّ عدّته ليشهد حضور إمام العصر عليه السلام. لكنّه وللأسف الشديد ساءت حالته الصحيّة أثناء الطريق ممّا اضطرته إلى التخلّي عن السفر والبقاء في بغداد. إلّاأنّه بعث أحد أصدقائه المعتمدين لديه ويُدعىٰ (ابن هشام) وأرسله نائباً عنه إلىٰ مكّة وسلّمه رسالة وأوصاه بتسليمها إلى الشخص الذي يراه وهو يضع الحجر الأسود وينصبه عند جدار الكعبة. فوصل ابن هشام إلىٰ مكّة ولحسن الحظ كان حاضراً لمراسم وضع الحجر الأسود. يقول ابن هشام: لقد رأيت أنَّ كلّ من حاول أن يضع الحجر الأسود في مكانه أن الحجر يسقط من بين يديه، حتّىٰ ظهر شابٌ حسن الصورة آدم الوجه فاستلم الحجر من الواقفين ووضعه في محلّه فاستقرَّ الحجر في مكانه وفرح الحاضرون بذلك. ثمّ خرج ذلك الشاب من المسجد الحرام وذهبت أنا وراءه حتّىٰ تسنّىٰ لي تسليم رسالة ابن قولويه إليه فنظر إليّ دون أن يفتح الكتاب أو يقرأه وقال: قل له لابأس عليك فستعمّر