208سبعة فسبعة حتّىٰ ينتهي ويصل إلىٰ دورته الأخيرة ويحين وقت يوم القيامة وتُرفع التكاليف عن البشر (23) .
ويُضيف أبوالحسن الملطي، بعد أن ينسب إليهم عدداً من العقائد العجيبة كقولهم بعدم وجوب الفرائض كالصلاة والصيام والزكاة والحجّ، يُضيف قائلاً:
وهم يُكفّرون من يخالفهم وينسبونه إلى الشرك ويحلّلون ماله ودمه، ويمكنهم أخذه أسيراً لديهم (24) .
والحقّ أن ما ينسب إلى القرامطة من العقائد والآراء أكثر ممّا قلناه بكثير، وإنّما أردنا ذكر بعض تلك العقائد حتّىٰ تكون أرضية مناسبة لبحوثنا فيما بعد.
قيام دولة القرامطة في الإحساء والبحرين:
يذكر المؤرخون أن القرامطة تمكّنوا من تشكيل دولة قويّة نسبياً وذلك سنة (286) في المناطق الجنوبية من الخليج الفارسي في البحرين والقطيف والإحساء، وكان يرأسهم شخص يُدعىٰ «أبوسعيد الجنابي» آنذاك. وقد وردت أخبار مختلفة عن هذه الشخصية وهو ما كتبه المؤرّخون هنا وهناك. وأفضل ما لدينا من الأخبار هو ما رواه ابن حوقل عن سوابق ابو سعيد هذا، وكيفيّة تعرّفه علىٰ فرقة القرامطة، وتشكيل حكومة لهم في البحرين وأماكن أخرىٰ، ونورد أدناه نصَّ العبارات التي ذكرها ابن حوقل:
«كان أبوسعيد بهرام الجنابي من «جنابة» وبائعاً للطحين. اعتنق معتقدات القرامطة وآمن بها وانضمَّ إلىٰ «عبدان كاتب» زوج أُخت حمدان قرمط، ثمّ بدأ بنشر هذه الدعوة في نواحي ومناطق مدينة جنابة أو «گنابة» ومناطق أخرىٰ مثل فارس، فاستطاع الحصول علىٰ أموال كثيرة من النّاس. فكتب حمدان قرمط إلىٰ أبوسعيد كتاباً من «كلواذا» يدعوه للمجيء والمثول لديه. ثمّ أرسله هو