207الإسماعيلية، إلّاأنَّ هذه الفرقة المتشعّبة عن الإسماعيلية تملك بعض العقائد الخاصّة بها، التي تميّزها عن باقي الفرق والجماعات المنتمية بدورها إلى الإسماعيلية؛ ولأنَّ تلك العقائد هي كلّ ما ذكرته كتب المناوئين لهذه الفرقة فلايمكن إزاء ذلك الاعتماد علىٰ صحّتها ودِقّة انتسابها إلى القرامطة.
وطبقاً لمؤلّفات النوبختي وأبي خلف الأشعري، فإنّ القرامطة يقولون بإمامة محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ويُعرّفونه علىٰ أنّه الإمام القائم المهدي المذكور، بل انّهم يقولون بنبوّته ونبوّة سائر الأئمة كذلك، ويقولون: إنّ رسالة النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد انقطعت عنه يوم الغدير وانتقلت إلىٰ أميرالمؤمنين عليه السلام ثمّ انتقلت منه إلىٰ باقي الأئمّة، وإنَّ الأئمة مع كونهم يحتفظون بمقام الإمامة فهم يمتلكون مقام الرسالة كذلك. ويُضيف هؤلاء قائلين: إنَّ محمّد بن إسماعيل حيٌّ لم يَمت وهو غائب في بلاد الروم (20) .
ويقول أبوالحسن الأشعري: يعتقد القرامطة أنَّ «محمّد بن إسماعيل» حيٌّ وهو نفسه المهدي الذي أُخبر عن ظهوره (21) .
وأمّا الشهرستاني فيقول: لقد مزجَ أولئك (الذين يُعرفون في العراق بالباطنية والقرامطة والمزدكية والمعروفون في خراسان بالتعليمية والملحدة) كلامهم بكلام بعض الفلاسفة، ولهم في ذلك المؤلّفات. ويقول هؤلاء: إنّ اللّٰه تعالىٰ ليس موجوداً وليس غير موجود، وكذا فإنّه ليس عالماً وليس جاهلاً وليس قادراً ولا عاجزاً. وقس علىٰ ذلك سائر صفاته تعالىٰ! ذلك أنّ الإثبات الحقيقي يقتضي أن يكون من جهة إطلاقنا عليه شريكاً مع سائر الموجودات وهو مايُعرف بالتشبيه (22) . ويقولون كذلك: وكما أنَّ الأفلاك والطبائع هما في حركة دائمة بواسطة تحريك النّفس والعقل، فإنَّ المجتمع البشري أيضاً في حركة مع الشرائع بتحريك النبيّ والوصيّ وهذا حاصلٌ وواقعٌ في كلّ زمان وعلىٰ شكل