206- وينقل لويس ماسينيون الذي كتب عدّة تحقيقات بخصوص القرامطة، ينقل عن «ولرز» انّه يسوّي بين كلمة القرامطة وكلمة يونانيّة مشابهة لها تماماً، إلّا أنّه يُحتمل أن تكون هذه الكلمة مشتقة عن اللغة المحليّة الآرامية لمدينة واسط، أي بمعنىٰ «مُدَلِّس» . ويُطلق المصطلح «قرمط» في علم الخطوط على الخط الكتابي الذي كان يدعىٰ بالنّسخ. وقد عثر گريفين أخيراً علىٰ خطوط قرمطية في متون وجدها بالخطّ السرّي في اليمن (18) .
- ينقل بطروشفسكي بعد إيراده لأقوال ماسينيون، في حاشية لكتابه عن لسان «ايفانوف» قائلاً: إنَّ كلمة «قرمط» مأخوذة عن كلمة «قرميثة» وتعني الفلاح أو الريفيّ في اللهجة السريانية في المناطق السفلىٰ لما بين النهرين، أي اللغة الآرامية نفسها (19) .
فلو تصوّرنا أن لقب «قرمط» قد أطلق علىٰ مؤسّس فرقة القرامطة من قبل مخالفيهم ومناوئيهم، فإن أنسب معنىٰ لذلك هو التدليس والمدلِّس بعد عِلمنا بأنّ أولئك المخالفين قد اطلقوا علىٰ عبداللّٰه بن ميمون - بغضّ النظر عن صدق انتسابه إلى القرامطة - لقب المشعبذ والحيّال. وأمّا في حال تصوّرنا أن هذا اللقب إنّما أُطلق علىٰ حمدان قرمط من قبل مريديه ومناصريه فالمعنى الأصح لهذه الكلمة هو «الفلاح» ، ذلك أن ابن النديم وكما أوضحنا سابقاً قد ذكر أن حمدان كان يشتغل بالزراعة وتربية الحيوان، مع بقاء الاحتمالات الأخرىٰ لمعنىٰ هذه الكلمة من أنّه كان أحمر العينين أو أنّه كان قريب الخطو في مشيه أو أنّه كان يكتب بخطّ ناعم، علماً بأنَّ هذه الأمور ثانوية وليست ذات أهميّة يُعوَّل عليها.
معتقدات القرامطة:
تُعدُّ الأصول والمعتقدات الأولية للقرامطة نفسها التي تعتقد بها