203إلوهية علي بن أبي طالب، وقد كان وأبنه عبداللّٰه، ديصاني المذهب، ومن محلة علىٰ أطراف الأهواز، وكان ابنه عبداللّٰه مشعوذاً وساحراً وقد ادّعى النبوّة لفترة طويلة، . . . وفرّ إلى السلميّة بالقرب من حمص وهناك انضمّ إلىٰ دعوته رجل يسمّىٰ حمدان بن الأشعث الملقّب ب (قرمط) (5) .
بعد ذكر قصّة تشتّت أصحاب محمد بن إسماعيل بن جعفر، يتابع الخواجة رشيد الدين القول بأنّ (عبداللّٰه بن ميمون القدّاح كان قد اكتسىٰ حُلّة العابد الزاهد، وقد أقام في منطقة عسكر مكرّم، ومنها رحل إلىٰ كوهستان عجم أهواز حيث قام بدعوة النّاس وإرسال الرسل إلى العراق والري وإصفهان وقم وهمدان) (6) .
يقول الفخر الرازي في تعريف فرقة الباطنية مايلي:
(يروىٰ أنّ رجلاً من الأهواز يدعىٰ عبداللّٰه بن ميمون القدّاح وكان من الزنادقة، جاء إلىٰ جعفر الصادق عليه السلام، وقد قضىٰ أكثر وقته في خدمة ابنه إسماعيل وبعد وفاة إسماعيل أصبح في خدمة ابنه محمّد، ودعا إلىٰ اتّباع هذا الأخير مدعيّاً بتلقّي الزندقة علىٰ يده) (7) . كما يلاحظ، فإنّ عبداللّٰه بن ميمون هذا يعرّف علىٰ أنّه مؤسّس فرقة الباطنيّة والقرامطة وعلىٰ أنّه رجل دجّال وكذّاب، في حين هو في المصادر الشيعية أحد أصحاب الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام المخلصين، وبأنّه أحد رواة الأحاديث الثقات.
يقول النجاشي في (الرجال) :
كان عبداللّٰه بن ميمون الأسود القداح أحد موالي بنيمخزوم. . . وكان يروي عن الإمام الصادق عليه السلام وهو رجل ثقة، وتنسب إليه كتب مثل (مبعث النبي) و (صفة الجنّة والنّار) (8) .
وحسب قول النجاشي وهو أحد علماء الرجال المعروفين، بأنّ عبداللّٰه بن