168إلىٰ محل قريب من بيت اللّٰه الحرام؛ وذلك للبدء بحفر وتطهير أساس وجدران بيت اللّٰه الأربعة، وقد تمّ تعيين ذلك على أساس الأحجار الخضراء اللون الأصلية للبناء الشريف، وأساسه الذي ظهر بعد ذلك وبُديَ بالتجديد عند الجانب الشامي من الكعبة الشريفة فوضِعَ صَفٌّ من الأحجار، وقد وُضِعَ أساس بيت اللّٰه في اليوم الثالث والعشرين من جمادى الآخرة. من الأحجار الأساسية لكعبة اللّٰه حتى سقفها حسب الترتيب الذي سار عليه عبداللّٰه بن الزبير. وُضِعَ (25) صفّاً من الحجر، إلّاأنّ الأحجار التي كانت موجودة على الأحجار خضراء اللون؛ ولأنّها كانت موجودة تحت شاذروان الكعبة لم تُحْسَب مع تلك الصفوف. وقد عُدّلَتْ الأحواض المائلة في يوم (24) جمادى الآخرة، ثمّ نُقِلَتِ الأحجار التي كانت في الخارج إلى المطاف الشريف.
ثمّ جيءَ بأحجار جديدة من جبل شبيكة في اليوم الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، ووضعت بالقرب من ضريح العارف باللّٰه الشيخ محمود بن إبراهيم أدهم ونُحِتَت هناك، ثمّ حُملت إلى الحرم الشريف في المسجد الحرام من قبل الحمّالين، ثمّ غُسلت تلك الأحجار قرب المقام المالكي، وكانت تُنْقَل بعد ذلك إلىٰ مقربة من جدران كعبة اللّٰه.
وفي اليوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة شرع بالبناء على الأحجار، التي كانت قد وُضِعت سابقاً وارتفع البناء من الجهات الأربعة الطائفين إلىٰ أرضية المطاف، وقد حضر ذلك اليوم كلّ من شريف مكّة وقضاة الحرمين المحترَمين وشيخ الحرم وجميع العلماء وفقهاء أهل مكّة للتمتّع بذلك المشهد العظيم، فكان كّل أُولئك الرجال الحضور يتشرّفون بحمل الأحجار ونقلها اعتقاداً منهم بأنّهم بهذه الخدمة الجليلة يَنالون منزلة رفيعة. وانشغلوا لمدّة، وبعد ذلك جاءوا إلى الحطيم الكريم وجلسوا هناك.